للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره بأن يسير إلى عشائر "خولان" "خولن" ويؤدبها؛ لأنها عصت الملك، وشجعت قبائل أخرى على العصيان، فانضمت إليها. وقد استطاع هذا القائد كما يذكر في نصه أن يقهر الثائرين ويحطم مقاومتهم، ثم عاد بعد ذلك بغنائم كثيرة سرت الملك, فشكر الإله "المقه ثهوان" "بعل أوام" الذي وفقه ونصره، فقدم إليه تمثالين له؛ تعبيرًا عن شكره, وعن مننه عليه، إذ نصره في معركتين مع قبائل خولان ومن انضم إليها, اللتين قهر فيهما أولئك الثائرين, ولكي يزيد من نعمه عليه، ويبارك في ملكه وفيه وفي أهله, ويعطيه بركة في زرعه وقوة في جسمه, ويبعد عنه أذى الأعداء١.

والنص: Jamme ٦٠٢ هو في معنى النص الأول وفي مضمونه، وصاحبه هو "الرم يجعر" نفسه. وأما النص: Jamme ٦٠٣، فقد أمر بتدوينه "فرعم بن مقرم" "فرع بن مقر" "الفارع بن مقر" وأولاده، وهو من عشيرة "عقبان" "عقبن"؛ وذلك لمناسبة إنشائهم "سقه"، أي: "سقاية" صهريجًا و"مزودًا" وصرحًا في "ذ عقبن" "ذي عقبان". وتيمنًا بهذه المناسبة قدموا إلى الإله المقه تمثالًا حمدًا له وشكرًا على أنعمه عليهم، وكان ذلك في أيام: "وتر يهأمن ملك سبأ وذي ريدان"٢.

وشكر "وهبم أصدق" "وهب أصدق" "وهاب أصدق"، الإله "المقه" على نعمه التي أنعمها عليه. وتعبيرا عن حمده وشكره له، قدم إلى معبده "أوام" ثلاثة أصنام" تماثيل"، وذلك في أيام "وتر يهأمن، ملك سبأ وذي ريدان"، ابن "الشرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان". وقد سجل شكره هذا في نص, وسمه الباحثون بـ Jamme ٦٠٤. ومما يلفت النظر فيه ورود جملة: "وبشمس ملكن تنف"، أي: وبشمس الملك تنف، ويقصد بها وبشمس إلهة الملك, ونعتها تنف٣.

والنصوص الثلاثة الأخرى هي في أمور شخصية، لا صلة لها بالسياسة وبالحرب وببقية النواحي من الحياة العامة، كل ما فيها توسلات وتضرعات إلى الآلهة بأن تمن على أصحابها بالخيرات وبالبركات وبالسعادة وبأولاد ذكور


١ JAMME ٦٠١, MAMB ٢٠٥, MAHRAM, P.١٠٢
٢ JAMME ٦٠٣, MAMB ٨٧, MAHRAM, P.١٠٤
٣ JAMME ٦٠٤, MAMB ٢٠٧, MAHRAM, P.١٠٧

<<  <  ج: ص:  >  >>