للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظفار هي عاصمة حمير, وقد اشتهرت بجذعها، ولا تزال تشتهر به. وقد تفنن الحميريون في تجميله بحفر صور ونقوش لحيوانات ونباتات وأزهار عليه، وفي صقله، ويستعمل عِقْدًا يوضع حول العنق وخاتمًا لتزيين الأصابع. واشتهرت بأنها موطن لغة حمير, فقيل: من دخل ظفار حمر؛ لأن لغة أهلها الحميرية١.

وقد زالت معالم قصر ريدان بظفار، وموضعه اليوم ربوة مربعة الشكل تعرف بـ"ريدان"، بقي منه "سرعبان"، أي: طوفيان بشكل هندسي، من الحجر المنحوت٢. وقد زار "كلاسر" مدينة ظفار والخرائب الواقعة على الربوة المتاخمة لآثار ظفار من الجنوب, وقد سمى تلك الخرائب القائمة على الربوة بـ"حصن زيدان". وقد شك في كونه "حصن ريدان" القديم, ولكن بعض الباحثين لا يؤيدون رأيه هذا٣, وأظن أن كلمة "زيدان" هي تحريف للاسم القديم "ريدان".

وقد اشتهرت حمير عند أهل الحجاز بمصانعها، فقيل: مصانع حمير. وفي كلام النبي لوفد كندة: "إن الله أعطاني ملك كندة, ومصانع حمير، وخزائن كسرى وبني الأصفر، وحبس عني شر بني قحطان، وأذل الجبابرة من بني ساسانَ، وأهلك بني قنطور بن كنعان"٤.

ترتيب ملوك حمير:

هذا وقد رتب "فون وزمن" بعض ملوك حمير ترتيبًا زمنيًّا على هذا النحو:

١- ياسر يهصدق. وقد حكم بحسب رأيه في حوالي سنة "٧٥ب. م.".

٢- ذمر على يهبر. وقد كان حكمه في حوالي سنة "١٠٠ب. م.".

٣- ثأران يعب. وقد كان حكمه في حوالي سنة "١٢٥ب. م.", ثم وضع فراغًا بعده، يدل على حكم ملك من بعده لا يعرف زمانه، ووضع


١ الإكليل "١/ ٨٨".
٢ الإكليل "١/ ٨٧".
٣ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٤٨
٤ الإكليل "١/ ٦٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>