للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حكم بعد ابنه "شمر" بسبب حادث لا نعرف سببه، حكم مع ابن له حكمًا مشتركًا، ثم حكم مع ابن آخر له، حكم مع "ذرأ أمر أيمن" من حوالي السنة "٣٠٥" وحتى السنة "٣٢٠" للميلاد تقريبًا، ثم حكم مع ابنه الآخر "ثارن أيفع" "ثأران أيفع" من حوالي السنة "٣٢٠" وحتى السنة "٣٢٥" للميلاد تقريبا١.

ويرى "جامه" أن تولي الأب الحكم بعد الابن ليس بحادث مستغرب، فهنالك أمثلة لعودة الآباء إلى الحكم بعد حدوث شيء لأبنائهم، وعودة "ياسر يهنعم" إلى الحكم بعد "شمر" هو مثل من تلك الأمثلة. ثم إن اسم "ياسر يهنعم" هو نفس اسم والد "شمر"؛ لذلك يرى "جامه" أنه هو والد "شمر" نفسه وأنه حكم مع أولاده مرارًا٢.

وعندي أن في رأي "جامه" هذا تكلفًا وتصنعًا، واتفاق اسمين لا يدل حتمًا على أن الاسمين لمسمًّى واحد، وإن كان الزمن متقاربًا. ثم من يثبت لنا أن "ياسر يهنعم" الذي يرد اسمه في النصين: Jamme ٦٦٤ و Jamme ٦٦٥ هو "ياسر يهنعم" الأول والد "شمر يهرعش", لا سيما وأن لقب "ياسر يهنعم" في النصين يختلف عن لقب "ياسر" والد شمر؟ وفي افتراض أخذ "ياسر" لقبه الجديد من اللقب الذي أحدثه ابنه في أيامه، تكلف بَيِّن واضح لا يؤيده أيضا دليل، ثم إن تصور اشتراكه في الحكم مع أربعة أولاد، هو تصور غريب أيضا؛ ولذلك أرى أن "ياسر يهنعم" هذا هو شخص آخر، وليس بوالد "شمر". وأما أنه ابن "شمر يهرعش"، فلا أعتقد أنه رأي صحيح أيضا؛ فلو كان ابن "شمر" لذكر اسم والده في النصين، كما هي العادة في النصوص, وقد كان من فخر الملوك ذكر أسماء آبائهم في النصوص، إلا إذا لم يكونوا ملوكًا، فإنهم كانوا يغفلون أسماءهم، أو يذكرونها دون لقب, وقد كان "شمر يهرعش" ملك، وصاحب لقب جديد، فقد كان من فخر "ياسر يهنعم" ذكر اسم والده مع لقبه لو كان ابن شمر حقًّا.

وقد ورد اسم "ذرأ أمر أيمن" مع اسم والده "ياسر يهنعم" في النص:


١ Mahram, P.٣٩٣
٢ Mahram, P.٣٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>