للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى علماء العربيات الجنوبية وجود صلة بين قبيلة "ثعلبان" و"دوس ثعلبان"١. وورد اسم "دوس ثعلبان" في أثناء كلام الطبري على "ذي نواس"٢.

ويعرف "ذو ثعلبان" المتقدم ذكره بـ"ذي ثعلبان الأصغر"، وقد قال عنه "نشوان بن سعد الحميري": إنه من نسل "ذي ثعلبان الأكبر"، وهو ملك من ملوك حمير، وأحد المثامنة منهم, واسمه "نوف بن شرحبيل بن الحارث"، وزعم أن "ذا ثعلبان الأصغر" هو الذي أدخل الحبشة إلى اليمن غضبًا لما فعل ذو نواس بأهل الأخدود من نصارى نجران٣.

وأما "مذر" و"سبع", فقبيلتان. وأظن أن في قراءة اسم القبيلة الأولى بعض التحريف, وأن الحرف الذي قُرِئَ بـ"ذ" يجب أن يقرأ "ضادًا" "ض"، وتكون القراءة عندئذ "مضر"، وهو الاسم الشهير المعروف عند النسابين. وقد رجعت إلى الصورة "الفوتوغرافية" المنشورة في مجلة Le Museon، فوجدت أن الحرف المذكور هو أقرب إلى حرف "الضاد" من حرف "الذال"٤. والذين يقرءون المسند يعرفون أن من السهل الوقوع في الخطأ في قراءة الحرفين, إذا كان قد كُتبا على أحجار قديمة, وقد عبث الدهر بتلك الأحجار؛ لأن بين الحرفين شيئًا من التشابه. ويظهر لديَّ أن رسم الحرف أقرب إلى الضاد من الذال؛ لوجود أثر لخط في أعلى وفي أسفل الحرف.

ويفهم من هذا النص أن حربًا أو فتنةً كبيرةً كانت قد حدثت في أيام هذا الملك، أسهمت فيها القبائل المذكورة، وهي: سبأ وحمير ورحبة وكدت "كندة" ومضر وثعلبة، وذلك قبل احتلال الحبش لليمن بقليل أو في أيام "معد يكرب يعفر"، وفي سنة "٥١٦م"٥. وقد مهدت هذه الفتنة الطريق للأحباش أن يدخلوا إلى العربية ويحتلوها بسهولة؛ وذلك بسبب الخصومات التي كانت بين القبائل, وظهور الروح القبلية التي لا تعرف التعاون إلا في سبيل مصلحة القبيلة فحسب.


١ Le Museon, Lxiv, ١-٢, "١٩٥١", P.١٠٥, M. Hartmann, Die Arabische Frage, S. ٣٣٥.
٢ الطبري "١/ ٩٢٥" "طبعة ليدن"، "٢/ ١٠٦" "طبعة المطبعة الحسينية بمصر".
٣ شمس العلوم "جـ١ ق١ ص٢٥١".
٤ Le Museon, ٣-٤, ١٩٥٣, P.٣٠٧, Plate Vi, Ryckmans ٥١٠
٥ The Geographical Journal, Vol., Cxvi, Nos: ٤-٦, ١٩٥٠, P.٢١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>