للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة قبل الميلاد، وأما إطلاق اسم السريان على الإرميين الشرقيين، أي إرمي العراق، فقد حدث بعد الميلاد. أطلق على متنصرة الإرميين ليميزوا عن بني جنسهم الوثنيين، فصار له مفهوم خاص، وصارت كلمة "إرمي" "آرامي" تعني الصابئ والوثني أما كلمة "سرياني" فتعني النصراني حتى اليوم١.

أما "ماش" "Mash"، فهو أحد أبناء "أرام" ذكر في "التكوين"، مع "عوص وحول وجائر" بمعنى أنهم أخوته٢. ودعي "ماشك" في "أخبار الأيام الأول"٣. ويظن أنهم سكان "ماش" "ماشو" في النصوص الأشورية، أي بادية الشأم٤. و"إرم" هو ابن "سام بن نوح" في التوراة٥. وتتفق رواية "المسعودي" المأخوذة من أقوال أهل الكتاب ولا شك، مع ما جاء في التوراة من أن "ماش" هو ابن "آرام"، وهو "إرم". وأما ما ذكره على لسان غيره أو لسانه من أن النبط هم "نبيط", وأن "نبيطًا" هو ابن "ماش"، فهو قول لم يرد في التوراة. ولا يعرف العهد القديم شخصًا اسمه "نبيط بن ماش بن أرام". ويقصد المسعودي من "نبيط" "نبايوت"، ولا شك، و" نبايوت" هو الابن البكر لإسماعيل في التوراة٦.

أما أنهم سموا نبطًا لكثرة النبط عندهم وهو الماء، أو لاستنباطهم الماء، وإنباطهم الآبار، وما شاكل ذلك من تفاسير وردت في معنى النبط٧، فهو كلام كان يسمع في القديم. أما اليوم فلا يمكن أن يقام له وزن.

والنبط في عرف الباحثين هم "نبط" و"نبطو" في الكتابات٨، والكلمة


١ لمعرفة ما قيل في أصل لفظة "السريان" وتكونها، راجع: "دليل الراغبين في لغة الآراميين" تأليف القس يعقوب أوجين حنا الكلداني، طبع مطبعة دير الآباء الدومنيكيين في الموصل سنة ١٩٠٠م "ص ٩ وما بعدها".
٢ التكوين: الإصحاح العاشر، الآية ٢٢.
٣ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٠٧" الإصحاح الأول، الآية ١٧.
Ency. Bibli., P.,٢٩٧٢
٤ Hastings, Pp.,٦٠٦
٥ التكوين: الإصحاح العاشر، الآية ٢٢.
٦ التكوين: الإصحاح ٢٥، الآية ٣، أخبار الأيام الأول، الإصحاح الأول، الآية ٢٩.
٧ ابن دريد: الاشتقاق "٢/ ٢٣٦" طبعة وستنفلد".
"نبطو"، CIS, II, I,P., II ١٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>