للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي "مالك الأول"، "يوليوس قيصر" "Julius Caesar" سنة "٤٧" أو "٤٨" قبل الميلاد في حصاره لمدينة الأسكندرية، فأمده بقوة من جيشه١. كما ساعده أيضًا عدد من سادات القبائل توسط في إرسالهم إليه "أنتيباطر" "Anripater"، لعلهم من سادات قبائل طور سيناء٢.

وكان "انتيباتر" قد تزوج امرأة عربية من أسرة كبيرة معروفة، نجلت له أربعة أولاد وبنتًا، وتمكن بهذا الزواج من تكوين صداقة متينة مع ملك العرب "النبط" كما يقول ذلك "يوسفوس"، ولما وقعت الحرب بينه وبين "أرسطوبولس" "Aristobolus، أرسل أولاده إلى جدهم ملك العرب ليكونوا في مأمن هناك٣.

وكان لـ"بطرا" أثر مهم في الخصومات الشخصية التي وقعت في مملكة "يهوذا" أيام الملك "هركانوس بن إسكندر"، هذه الخصومات التي أدت إلى تدخل "الفرث" "Parthians" من جهة، وإلى تدخل الرومان من جهة أخرى في شؤون مملكة يهوذا، ولكل دولة مصلحة في هذا الجزء المهم من الشرق الأدنى ومطمع. وللدولتين أنصار وأعوان، وطامعون في الملك يريدون المساعدة والمعونة للحصول على العرش. والطامعون في العرش والراغبون في الفتن والخصومات في "يهوذا" كثيرون. فلما بلغت جيوش الفرث حدود "القدس"، بتحريض من "انطيغونس" ابن أخ "هركانوس"٤، أسرع "هيرودوس" "Herodus" ابن القتيل "انتيباتر" الذي كان الحاكم الحقيقي في "يهوذا"، وصاحب النفوذ في المملكة، وصاحب الحظوة عند الرومان، فهرب إلى النبط، إلى ملكهم "مالك" "Malchus" في عاصمة "بطرا"، يلتمس منه العون والمساعدة والمال على سبيل الهبة أو الدين لما كان لوالده القتيل من صداقة به، ليرشو به من ينقذ حياة أخيه. فلما كان في طريقه إلى بطرا وصلت رسل الملك تخبره أن الملك لن يتمكن من مقابلته، وذلك بناءً على طب ورجاء تقدم به الفرث إليه، واتصل عندئذ بسادات قبائل عربية كانت لهم صلات وصداقة بوالده، فلما رأى ذلك آثر


١ Deities, P.٥٤١, Die Araber, I, S., ٣٠٦.
٢ Josephus, Antiq., Xiv, Viii, I, Vol., ٣, P.٢٢.
٣ Josephus, The Jewish War, Book, I, Viii, ٨.
٤ تأريخ يوسفوس "ص ١٤٦" “Antigonus”
Josephus, Antiqu., Xiv, Xiii, ٣, Dubnow, Ii, S., ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>