للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب "هيرودس" إلى "رومة" ليرفع شكايته عن ابنه "اسكندر" إلى القيصر، والتماسه من القيصر شمول ابنه الآخر "انتيباتر" بالعطف والحماية، انتهز أهل اللجاة "Trachonites" فرصة غيابه فأعلنوا الثورة وهاجموا الحدود، وعادوا إلى الغزو، وكان "هيرودس" قد منعهم منه، وضرب على أيديهم بشدة. فلما تعقبهم وكلاء "هيرودس" وقتلوا خلقًا منهم، هرب عدد من رؤسائهم إلى النبط واحتموا بهم. ولما عاد "هيرودس" أراد الانتقام منهم، فطلب الإذن من حكام سورية الرومان بتأديبهم والموافقة على إرسال قواته إلى المقاطعة لمقاتلتهم. ورجا من "عبادة" ومن وزيره "صالح" إجلاء رؤساء أهل "اللجاة" عن أرض النبط وعدم حمايتهم. فلما رفضا ذلك، طلب من "صالح" إعادة المال الذي اقترضه منه "عبادة" بوساطته. ولما لم تثمر المفاوضات شيئًا، هجمت قوات "هيرودس" على المناطق التي التجأ إليها الهاربون من أهل "اللجاة"، فاستولت على "Raipta" معقلهم وهدمته. فلما سمع النبط بذلك، بادرت جماعة منهم برئاسة قائد يدعى "Nacebus" لمساعدتهم، فاصطدمت بجنود "هيرودس" وسقط "Nacebus" مع زهاء عشرين رجلًا من أتباعه قتلى في هذه المعركة. ثم أمر "هيرودس" بإسكان الأدوميين في "اللجاة"، وكتب بذلك إلى حاكم "فينيقية" يبين له الأسباب التي حملته على إرسال هذه الحملة على "التراخونيين" أهل اللجاة. ويدعي "يوسفوس" أن "Syllaeus" استغل فرصة وجوده في "رومة" وذهب إلى القيصر شاكيًا من العمل الذي قام به "هيرودس" ووشى به كثيرًا، فغضب عليه "أغسطس"١. غير أن القيصر بدل رأيه في "صالح" حين اطلع على الخبر الصحيح، ولما بلغته أخبار وفاة الملك "عبادة" وانتقال العرش إلى "Aeneas" الذي غير اسمه حينما تولى الملك ودعا نفسه "Aretas" على عادة أكثر ملوك النبط دون أن يكتب ملك النبط إليه ويخبره بالحدث، فغضب على "صالح" وأمر بمعاقبته"٢. ويدعي "يوسفوس" أن الملك الجديد كان مبغضًا لـ "صالح"؛ لأنه كان يعتقد أنه كان نفسه يطمع في الملك لما كان له من نفوذ ومال، وأنه كتب إلى "أغسطس" يخبره بأنه سم "عبادة" الملك


١ Josephus, Antiqu., Xvi, Ix, ١-٤.
٢ Josephus, Antiq., Xvi, Ix, ٤, X, ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>