للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامله على سورية "فيتليوس" "Vitellius" أن يسير فورًا بجيشه لمحاربة "الحارث" والقبض عليه حيًّا وإرساله مكبلًا بالسلاسل إلى "رومة" أو إرسال رأسه إليه إن قتل١. وبينما كان العامل يهم بالزحف على مملكة النبط وتنفيذ أمر القيصر، جاءته الأخبار بوفاة "طيباريوس" سنة "٣٧" بعد الميلاد فتوقف عن الحرب، وقرر الرجوع إلى مكانه. وساء موقف "هيرودس" ثم نحاه الرومان عن عرشه ونفوه إلى "اسبانية"، حيث مات هناك٢.

ويظهر من رسالة "بولس" الرسول الثانية إلى أهل "كورنتوس" أن "دمشق" كانت في أيدي ملك اسمه "الحارث"، وأنه هم بالقبض عليه، غير أنه هرب ونجا منه. قال: "في دمشق وإلى الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد أن يمسكن، فتدليت من طاقة في زنبيل من السور ونجوت من يديه"٣. ونرى "بولس الرسول" أيضًا في رسالته إلى أهل "غلاطية" وفي حديثه عن نفسه وعن كيفية اهتدائه إلى ديانة المسيح، يقول: "ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية، ثم رجعت أيضًا إلى دمشق، ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يومًا"٤. فهو يذكر هنا العربية وبعدها دمشق. فهل أراد بالعربية البادية؟ أو أراد بها عربية النبط، وأنه من عربية النبط أو البادية عاد إلى دمشق؟.

والرأي الراجح بين علماء العهد الجديد، هو أن "الحارث" الذي قصده "بولس الرسول" هو هذا "الحارث"، أي "الحارث" الرابع، وأما الوقت الذي استولى فيه "الحارث" على دمشق، فقد كان في حوالي سنة "٣٧" بعد الميلاد، وذلك على أثر الحرب التي شنها على "هيرود انتيباس"، وتدخل


١ إنجيل مرقس، الإصحاح السادس، الآية ١٧ وما بعدها تأريخ يوسيفوس "ص ٢١٣"، Josephus, Antiq, Xviii, V, I, ٤.
٢ Josephus, Antiq., Xviii, V, I, Dubnow, Ii, S., ٣٨٤.
Josephus, Antiq., V, ٣.
تأريخ يويسفوس ص "٢١٤ وما بعدها".
٣ رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنتوس، الإصحاح الحادي عشر، الآية ٣٢ وما بعدها.
٤ رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية، الإصحاح الأول، الآية ١٧ وما بعدها،
N. Gluck, Deities And Dolphins, P.٥٤٢, The Story Of The Nabataeans, New York, ١٩٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>