للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضها إلى "دو شرى" "ذي الشرى" إله النبط. كما صور على بعضها صور القياصرة الذين في أيامهم ضرب ذلك النقد١.

و"باشان"، ومعناها "التربة الخفيفة"، مقاطعة من أرض كتعان واقعة شرقي الأردن بين جبلي حرمون و"جلعاد"، وسميت "باشان" من جبل في البلاد٢. وسكانها القدماء هم "الرفائيون" "Rephalite"، ولهم مملكة ذكر في التوراة من ملوكهم اسم الملك "عوج" الذي قتله الإسرائيليون، وهو المعروف بـ "عوج بن عوق" عند أهل الأخبار، والمعروف بـ "عوج بن عنق" عند العوام. وقد ذكر الأخباريون أنه رجل "ذكر من عظم خلقه شناعة"، وأنه كان ولد في منزل آدم فعاش إلى زمن موسى، وقد قتله موسى٣. وقد أخذوا أخبارهم هذه عنه عن أهل الكتاب، أو من وقوفهم على ما جاء في أسفار "التثنية" و" يشوع" و"العدد" عنه. وكان قد حاول منع الإسرائيليين من المرور بأرضه، فقتلوه، وجاء أنه كان ينام على سرير من حديد طوله تسع أذرع وعرضه أربع أذرع٤، وذلك لبيان ضخامة جسمه. ونجد في الأسفار المذكورة أخباره مع بني إسرائيل ومقاومته لهم٥.

وكانت باشان تشمل حوران والجولان واللجاة، وكلها مؤلفة من صخور وأتربة بركانية، وتربتها مخصبة، وماؤها غزير، ويحدها شمالًا أرض دمشق، وشرقًا بادية الشأم، وجنوبًا أرض "جلعاد"، وغربًا "غور الأردن"، ويخترق جانبها الشرقي جبل الدروز، وهو جبل "باشان" القديم. ويمر بالجولان سلسلة تلال من الشمال إلى الجنوب. أما مقاطعة "اللجاة"، فهي حقل من "اللافا" أي الصخر البركاني، سالت من "تل "شيحان"، وهو فم بركان


١ Hill, P.Xxiii, Dussaud, Notes De Mythologie Syrienne, Pp.١٦٧, De Sauley, Terre Sainte, Pp. ٣٧٣.
٢ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٢٠٦"، المزامير، ٦٨، الآية ١٥.
٣ اللسان "٢/ ٣٣٥"، "١٠/ ٢٨١".
٤ التثنية، الإصحاح الثالث، الآية ١١ وما بعدها.
٥ التثنية، الآية١ وما بعدها، والإصحاح٣٢. الآية١ وما بعدها، ويشوع، الإصحاح ١٣، الآية ١١ وما بعدها، والعدد، الإصحاح ٢١، الآية ٣٤، و٣٢، والآية ٢ وما بعدها، قاموس الكتاب المقدس "٢/ ١٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>