للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنها شيء، حتى إنها لم تذكر في أخبار الفتوح، ويدل هذا على أنها لم تكن شيئًا يذكر في ذلك الحين١.

ويحدثنا المؤرخ "بروكوبيوس" أن الأيام أثرت في مدينة "زنوبية" "Zenobia" مدينة "الزباء"، فأنزلت فيها الخراب، وتركها أهلها، فانتهز الفرس هذه الفرصة ودخلوها وتمكنوا بذلك من الولوج في الأرضين الخاضعة للروم دون أن يشعر الروم بذلك، ولذلك أعاد "يوسطنيانوس" بناء هذه المدينة وأحكم حصونها وجدد قلاعها وأنزل الناس فيها، وأسكن فيها حامية قوية جعلها تحت إمرة قائد، وأقام لها سدودًا من الحجارة لحمايتها من فيضان الفرات، وقد كانت مياه الفيضان تصل إليها فتلحق بها أضرارًا جسيمة٢.

وذكر المؤرخ "بروكوبيوس" أن الفرس والروم ابتنوا قلاعًا بنيت جدرانها باللبن لحماية كورة "قوماجين "Commagene" وهي الكورة التي كانت تعرف قبلًا باسم "كورة الفرات" "Euphratesia"، وحماية حدود الانبراطورية الفارسية الواسعة المشرفة على البادية من الغزو أيضًا. ومن جملة هذه الحصون ثلاثة حصون أمر القيصر "ديوقلطيانوس" "ديوقليتيانوس" "Diocletianus" ببنائها، منها حصن "Mabri" "Mambri" الذي أصلحه القيصر "يوسطنيانوس" "جستنيانوس "Justinianus" ورممه. ويقع على مسافة خمسة أميال رومية من "زنوبية" Zenobia". و" Mambri"، هو خرائب "شيخ مبارك" على مسافة سبعة كيلومترات من "الحلبية"٣.

ولم يبق من آثار عهد "تدمر" في "الحلبية" إلا مقابر خارج أسوار المدينة. وهي على هيأة أبراج تتألف من طابقين أو ثلاثة طوابق وأهرام بنيت على الطريقة التدمرية في بناء القبور، غير أنها دونها كثيرًا في الصنعة وفي الفن، وتشاهد بقايا قبور مشابهة لهذه القبور في المدن الواقعة في منطقة الفرات الأوسط. أي المنطقة التي خضعت لنفوذ حكومة "تدمر"٤.


١ Land, Anecdota Syriaca, I, ١٦, Sarre-Herzfeld, Arch., I, S., ١٦٧, Ii, S., ٣٦٥.
٢ Procopius, De Bello Persico, Ii, ٥. ٤-٧, Musil, Euphrates, P.٣٣٢.
٣ Musil, Euphrates, P.٣٣٢. Procopius, De Aedificus, Ii, ٨, ٤-٨.
٤ Sarre-Herzfeld. Arch., Ii. S., ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>