للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار "ياقوت" إلى "عاقولاء" غير أنه لم يحدد موقع هذا المكان١.

وقد اشتهرت الحيرة في الأدب العربي بحسن هوائها وطيبه، حتى قيل "يوم وليلة بالحيرة خير من دواء سنة"٢، وقيل عنها أنها "منزل بريء مريء صحيح من الأدواء والأسقام"٣. وهي على "سيف البادية"٤ ليست بعيدة عن الماء، وقد ورد ذكرها كثيرًا في شعر الشعراء الجاهليين والإسلاميين، وهي لا تبعد كثيرًا عن "النجف" و" الكوفة"٥.

وقد ذكر "حمزة الأصفهاني" أنه بسبب حسن هواء الحيرة وصحته لم يمت بالحيرة من الملوك أحد، إلا قابوس بن المنذر، أما بقية الملوك، فقد ماتوا في غزواتهم ومتصيدهم وتغربهم، وأنه بسبب ذلك قالت العرب: "لبيتة ليلة بالحيرة أنفع من تناول شربة"٦.

وقد نعتت في المؤلفات الإسلامية بنعوت منها: "الحيرة الروحاء"٧ و" الحيرة البيضاء"٨، أخذوا ذلك من شعر الشعراء، وزعم بعض أهل الأخبار: أن وصفهم إياها بالبياض، فإنما أرادوا أحسن العمارة.

ويظهر من وصف أهل الأخبار للحيرة أنها لم تكن بعيدة عن الماء وأن نهرًا كان يصل بينها وبين الفرات، بل يظهر أن هذا النهر كان متشعبًا فيها، بحيث كون جملة أنهار فيها. أما نواحيها، فكانت قد بنيت على بحر النجف وعلى شاطئ الفرات، وربما كانت مزارع الحيرة وأملاك أثريائها قائمة على جرف


١ البلدان "٦/ ٩٨".
٢ الاصطخري، المسالك "٨٢".
٣ الطبري "١/ ٨٥٠".
٤ الاصطخري "٨٢"، ابن حوقل "١٦٣"، البلدان "٢/ ٣٧٥".
٥ اليعقوبي، البلدان "ص ٣٠٩"، و"طبعة دي غويه"، رحلة ابن جبير "ص ٢١٠"، "دي غويه"، الاصطخري "١٦٣"، "دي غويه".
٦ حمزة "٧٥".
٧ قال عاصم بن عمرو:
صبحنا الحيرة الروحاء خيلًا ... ورجلًا فوق أنباح الكلاب
البلدان "٣/ ٣٧٦".
٨ قال الشريف الرضي:
بالحيرة البيضاء حيث تقابلت ... شمم العباد عريضة الأعطان
ديوان الشريف الرضي "٢/ ٨٨٥ وما بعدها"، البلدان "٣/ ٣٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>