للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسود المعروفة بأسود خفية، وهي غربي الرحبة، ومنها إلى عين الرهيمة مغربًا. وقيل أيضًا عين خفية١.

وقد اشتهرت "عين التمر" القريبة من "شفاثا" بالقصب والتمر، وهي على طرف البادية، فتحها المسلمون على يد "خالد بن الوليد" في سنة ١٢ للهجرة في أيام أبي بكر٢.

وقد طال عمر جذيمة على حد قول "حمزة الأصبهاني" إلى أن لحق ملك "سابور بن أشك الأشغاني" "شابور بن أشك"، وحكم على حد قوله أيضًا ستين سنة. أما نهايته، فكانت على يد الزباء في قصة مشهورة معلومة، رصعها الأخباريون بشعر وأمثلة٣، تحدثت عنها في أثناء كلامي على الزباء. وجعل بعضهم مدة حكمه مئة وثماني عشرة سنة، إذ ملك في زمن ملوك الطوائف خمسًا وتسعين سنة، وفي ملك أردشير بن بابك وسابور الجنود ثلاثة وعشرين سنة٤. وملك يحكم هذه المدة لا بد أن تكون مدة حياته أطول من مدة حكمه.

وذكر "أبو حنيفة الدينوري" أن جذيمة لم يزل ملكًا مقيمًا بالخورنق، حتى دعته نفسه إلى تزويج "مارية" ابنة الزباء الغسانية. وكانت ملكة الجزيرة، ملكت بعد عمها الضيزن الذي قتله "سابور"، فقتلت جذيمة، ثم قتلها قصير مولاه٥. فجعل الملكة القاتلة بنتًا من بنات الزباء عينها، فدعاها مارية، وبذلك أنقد الزباء من تهمة القتل التي ألصقها الأخابريون بهذه الملكة، وجعلها ملكة على الجزيرة، وجعل نسبها في غسان، وغسان معادون منافسون لآل لخم، ثم أبى إلا أن يجعل لجذيمة قصرًا منيفًا، فوقع اختياره على الخورنق، وهو قصر لائق أن يكون قصر ملك، وخالف في ذلك رأي الأخباريين الذين ينسبون هذا القصر إلى ملك آخر هو النعمان.

وقد جاء اسم "جذيمة" "جديمت" في نص نبطي ويوناني عثر عليه في


١ البلدان "٣/ ٤٥٢".
٢ البلدان "٦/ ٢٥٣".
٣ حمزة "٦٤ وما بعدها"، البلدان "٣/ ٣٧٩"، الكامل، لابن الأثير "١/ ١٩٩"، الطبري "١/ ٤٤٨".
٤ مروج "٢/ ٩٠ وما بعدها"، الروض الأنف "١/ ٢٠".
٥ الأخبار الطوال "٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>