للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبرق. وعند حدوث هذه الزوابع يغبر الأفق ويكفهر وجه السماء، ثم تهب بعد لحظات عواصف شديدة وأعاصير، تضفي على الجو لونًا قاتمًا، وأحيانًا مائلًا إلى الصفرة أو الحمرة بحسب لون الرمال التي تحملها الرياح، وتختفي الشمس، وتؤثر هذه "العجاجة" في النبات والأشجار تأثيرًا كبيرًا. وإذا استمرت مدة طويلة، سببت تلف قسم كبير من المزروعات في الأماكن المزروعة١.

وقد أشار الكتّاب اليونان والرومان إلى البادية كما عرفها العبرانيون. ولكلمة "حويلة havilah"، ومن معانيها الأرض الرملية٢، أي تخم بني إسماعيل -وأولادهم وهم البدو- ولهذا المدلول علاقة كبيرة بمعنى صحراء٣. وقد ذهب بعض علماء التوراة إلى أنها تعني النفود٤.

وتفصل العراق عن بلاد الشام بادية واسعة، تُعرف بـ "بادية الشام" أو "البادية"، أو "خساف"، ويقال للقسم الجنوبي منها -وهو القسم الذي بين الكوفة والسماوة من جهة، وبينها وبين الشام من جهة أخرى- "بادية السماوة"٥، ويسميها العامة "الحماد" أو "حماد"٦.


١ Moritz, S. ١٧.
Moritz. S. ١٧, Diodorus, ٢, ٥٤, Strabo. XVI, ٣.
٣ التكوين، الإصحاح الثاني، الآية ١١، الإصحاح العاشر الآية ٧، الإصحاح ٢٥، الآية ١٨.
٤ قاموس الكتاب المقدس "١/ ٣٩٨"،
Hastinga, P. ٣٣٣, Ency. Bibl. P. ١٩٧٤, Glaser, skizze, ٢, S. ٣٢٣ E. Meyer, Geshuchte des Alterthums, Bd., ١, S., ٢٢٤ Delitzsch, Wo lag des Paradies?
٥ البلدان "٣/ ٤٣٦"، "٥/ ١٢٠".
٦ Handbook of Arabia, ١, P. ١٢, Ency. Brit, vol ٢, P. ١٧٣.
٧ البلدان "٤/ ١٤"، القاموس المحيط "٢/ ٢١"، "كتاب الدارات" للاصمعي بعناية "أوغست هفنر"، في مجلة المشرق، السنة الأولى، الجزء الأول سنة ١٨٩٨ ص ٢٤ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>