للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبدء كذلك، مع أنه مسبوق على حد قولهم بملك آخر اسمه هذا الاسم. فلا يجوز تلقيب صاحبنا هذا إذن بالبدء. ولا يجوز بالطبع تلقيب امرئ القيس الآخر الذي زعم أنه والد المنذر بالبدء أيضًا؛ لأنه ثالث المراقسة في ترتيب أسماء الملوك بحسب رواية الأخباريين.

ولا نعلم شيئًا يذكر من أمر امرئ القيس والد المنذر، فهم لم يشيروا إشارة صريحة إلى أنه كان ملكًا،

فهل هو امرؤ القيس بن النعمان الذي جعله حمزة ملكًا بعد أبي يعفر؟ لا يستبعد أن يكون هو إن صحت رواية حمزة.

بعد أبي يعفر؟ لا يستبعد أن يكون هو إن صحت رواية حمزة.

ويلاحظ أن المؤرخين البيزنطيين واللاتين قد أطلقوا على المنذر "Alamoundaros O Sacicus" و"Alamundarus O Sacices" و "Alamundarus O Sacicis" وغير ذلك١، مما يفهم منه أنهم قصدوا بـ "Sacicus" و"Sacicis" "Sacices"وأمثال ذلك كلمة "شقيقة" "الشقيقة" العربية، وأنهم أرادوا المنذر بن الشقيقة، وهو هذا المنذر الذي نتحدث عنه في رأس المستشرقين، لذلك ذهب بعض المستشرقين إلى أن أم المنذر هي "الشقيقة" "شقيقة"، وذهب آخرون إلى أنها لم تكن أمه، وإنما قيل له ذلك؛ لأنه كان من آل الشقيقة الشهيرة، فعرف عند أولئك المؤرخين بابن الشقيقة أو بالمنذر ابن الشقيقة كما دعي الملوك بعد المنذر ببني ماء السماء٢.

أما الأخباريون فقد جعلوا شقيقة أمًّا للنعمان الأعور كما رأيت، ولم يشيروا إلى ملك اسمه المنذر واسم أمه شقيقة، فأيهما المصيب؟ الأخباريون أم المؤرخون اليونان واللاتين والسريان؟ وهل نحن أمام ملك آخر اسمه المنذر بن الشقيقة حكم في أوائل القرن السادس للميلاد؟

وذكر الأخباريون أن المنذر كان قد تزوج هندًا بنت آكل المرار٣، فولدت له أولادًا منهم عمرو بن هند الذي ولى الملك بعده، وقابوس، ثم تزوج أختها أمامة فولدت له ولدًا اسمه عمرو وهو المقتول بوادي القضيب٤.


١ Rothstein, S. ٧٦.
٢ Rothstein, S. ٧٦.
٣ الروض الأنف "١/ ٢٢".
٤ البلدان "٧/ ١١٨"، "وهو ابن أمامة"، الروض الأنف "١/ ٢٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>