للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما "أمامة" أم "عمرو بن أمامة"، فإنها "أمامة بنت سلمة بن الحارث الكندي" عم امرئ القيس١.

ويفهم من بعض الروايات أن عدي بن زيد العبادي كان من المقربين عند عمرو بن هند، وكان يصحبه مع من يصحبه من الرؤساء في الصيد٢.

وانتهت حياة عمرو بن هند بالقتل، وهو مسئول عن قتل نفسه إن صحت القصة. وخلاصتها: أن الغرور أخذ مأخذه من صاحبنا عمرو، وأراد يومًا أن يظهر فخره أمام الناس، فقال لجلسائه: هل تعلمون أن أحدًا من العرب من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي؟ قالوا: ما نعرفه إلا أن يكون عمرو بن كلثوم التغلبي، فإن أمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعز العرب وزوجها كلثوم وابنها عمرو، فسكت وأضمرها في نفسه، ثم بعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويأمره أن تزور أمه ليلى أم نفسه هند. فقدم عمرو مع أمه، فأنزلهما منزلًا حسنًا، ثم أمر بالطعام فقدم للحاضرين. وكان عمرو قد قال لأمه: إذا فرغ الناس من الطعام ولم يبق إلا الطرف، فنحي خدمك عنك، فإذا دنا الطرف فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء. ففعلت هند ما أمرها به ابنها. فصاحت ليلى عندئذ: وأذلاه يا آل تغلب! فسمعها ولدها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في وجهه، والقوم يشربون، وثار إلى سيف بن هند وهو معلق في السرادق، فأخذه وضرب به رأس مضرط الحجارة، ونادى في التغلبيين فأخذوا ما تمكنوا من أخذه، وعادوا من حيث أتوا٣. وهكذا جنى عمرو بن هند حصاد ما زرعه إن صحت الرواية. ويروي الرواة في تأييدها هذا المثل:


١ معجم الشعراء "ص ٢٠٦".
٢ الأغاني "٢/ ١٥٤".
٣ ابن الأثير "١/ ١٢٦" الأغاني "٩/ ١٧٥"، "١١/ ٥٣" "دار الكتب المصرية"، ابن خلدون، القسم الأول، المجلد الثاني "٥٦٦"، "بيروت ١٩٦٥م" المحبر "٢٠٢"، الشعر والشعراء، لابن قتيبة "١٨٥"، الأمالي، للقالي "١/ ١٩٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>