للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد في بعض الروايات أنها لم تكن بنت النعمان، بل كانت أخته١. وذكر أيضًا أن والدها النعمان زوجها من عدي٢. وقد عاشت حتى أدركت الإسلام، وكانت مترهبة، فلم تقبل الدخول فيه. ولما ماتت دفنت في ديرها إلى جانب قبر أبيها النعمان. وقد بقي الدير والقبران معروفين مدة طويلة في الإسلام.

ويذكر أن "الحرقة" "حرقة" رأت الدنيا كيف أدبرت عن أهلها، ونظرت في حالها بعد هلاك أبيها فقالت:

فبينا نسوس الناس، والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

فأف لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف

و"السوقة" هم العامة وسواد الناس.

وقد ذكر المسعودي هذه الأبيات، وقال إنها قالتها لـ "سعد بن أبي وقاص" يوم أتته في جماعة من قومها، وقد قال إنها كانت "إذا خرجت إلى بيعتها، يفرش لها طريقها بالحرير والديباج مغشى بالخرز والوشي، ثم تقبل في جواريها حتى تصل إلى بيعتها وترجع إلى منزلها. فلما هلك النعمان لفها الزمان فأنزلها من الرفعة إلى الذلة"٣. وقد سماها "خرقاء بنت النعمان بن المنذر". ولعله قصد "حرقاء" أو "حرقة"، فحرف النساخ الكلمة وصيرها "خرقاء".

وكانت للنعمان جملة نساء، منهن: زينب بنت أوس بن حارثة، وفرعة بنت سعد بن حارثة بن لأم، وقد ولدت له ولدًا وبنتًا، وكانت عنده لما طلبه كسرى، وصار يتجول بين القبائل ليمنعوه٤. ومارية الكندية، وهي أم هند التي تزوجها عدي بن زيد٥.

ويذكر "ابن قتيبة" أنه كانت للنعمان دار في الحيرة عرفت بـ "الزوراء". وقد بقيت قائمة إلى أيام أبي جعفر المنصور، فأمر بهدمها، ولم يذكر السبب


١ الأغاني "١/ ٣٤".
٢ Assemani, Bibl. Orient, III, ١٠٩, Rothstein, S. ١٢٥, Rothstein, S. ١٢٥.
٣ مروج "٢/ ٢٧".
٤ الأغاني "١/ ١١٥"، "دار الكتب المصرية".
٥ الأغاني "١/ ١١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>