للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثرهم وفيهم الهامرز وجلابزين، وانتصر العرب على الفرس انتصارًا عظيمًا، وانتصفت فيه العرب من العجم١.

ويوم ذي قار لم يكن إذن يومًا واحدًا، أي معركة واحدة وقعت في ذي قار وانتهى أمرها بانتصار العرب على الفرس، بل هو جملة معارك وقعت قبلها ثم ختمت بـ "ذي قار"، حيث كانت المعركة الفاصلة فنسبت المعارك من ثم إلى هذا المكان. ومن هذه الأيام: يوم قراقر، ويوم الحنو. حنو ذي قار، ويوم حنو قراقر، ويوم الجبابات، ويوم ذي العجرم، ويوم الغذوان، ويوم البطحاء: بطحاء ذي قار، وكلهن حول ذي قار٢.

أما متى وقع يوم ذي قار، فالمؤرخون مختلفون في ذلك، منهم من جعله في يوم ولادة الرسول، ومنهم من جعله عند منصرف الرسول من وقعة بدر الكبرى٣، ومنهم من جعله قبل الهجرة٤. وقد ذهب "روتشتاين" إلى أنه كان حوالي سنة "٦٠٤م"، وذهب نولدكه إلى أنه بين "٦٠٤" و"٦١٠ م"٥. وأكثر أهل الأخبار أنه وقع بعد المبعث ورووا في ذلك حديثًا قالوا إن الرسول لما بلغه من هزيمة ربيعة جيش كسرى، قال: "هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا"٦.

والذي يستنتج من روايات أهل الأخبار عن معركة ذي قار أن "هانئ بن مسعود الشيباني"، لم يكن قائد بني شيبان ولا غيرها من العرب يوم ذي قار، بل تذهب بعض الروايات إلى أنه لم يدرك هذا اليوم؛ لأنه هلك قبله، وإنما هو:


١ الطبري "٢/ ١٥٢ وما بعدها" "المعارف" "ص٦٠٣"، والبلدان "٧/ ٨ وما بعدها" شعراء النصرانية "ص١٣٧"، مجمع الأمثال "٢/ ٣٥٢"، العمدة، لابن رشيق "٢/ ١٦٩"، حمزة "ص ٩١"، أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، "١/ ١٠١"، "دار الكتاب اللبناني"، مروج الذهب "١/ ٢٣٦"، "وكتب كسرى إلى قيس بن خالد، وكان عاملاً له على الطف"، العمدة "٢/ ٢١٨" "وقتل الهامرز بن خلا بزر عامل كسرى"، العمدة "٢/ ٢١٨".
٢ الطبري "٢/ ١٩٣" وما بعدها.
٣ البلدان "٧/ ٩ وما بعدها"، التنبيه والإشراف "ص٢٤١". "بيروت ١٩٦٥"، اليعقوبي "١/ ١٨٤ وما بعدها" "طبعة النجف".
٤ المحبر "ص٣١٠"
٥ Rothstein, S. ١٢٣.
٦ الطبري "٢/ ١٩٣" "دار المعارف"، التنبيه ص "٢٤١" "بيروت ١٩٦٥م". الكامل "١/ ٢٨٥ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>