للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومكانته فيه تميمًا وقيس عيلان، ثم تعرض لقبائل معد، فقال:

لو أن كل معد كان شاركنا ... في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف١

ونجد شعرًا للعديل بن الفرخ العجلي، يفتخر فيه بقومه ويتباهى بانتصارهم على الفرس في هذا اليوم، فيقول:

ما أوقد الناس من نار لمكرمة ... إلا اصطلينا وكنا موقدي النار

وما يعدون من يوم سمعت به ... للناس أفضل من يوم بذي قار

جئنا بأسلابهم والخيل عابسة ... يوم استبلنا لكسرى كل أسوار٢

وكان هانئ بن قبيصة، من أشراف قومه، وكان نصرانيًّا، وأدرك الإسلام فلم يسلم، ومات بالكوفة٣. أما "قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين"، فكان سيد قومه في أيامه، وذلك قبل الإسلام. وكان كسرى استعمله على "طف سفوان"٤.

ويذكر بعض أهل الأخبار أن هناك يومًا آخر، عرف بيوم "ذي قار"، وقد وقع أيضًا بين العرب والفرس، فانتصر فيه العرب أيضًا، وقد وقع قبل اليوم المذكور، فعرف لذلك بيوم ذي قار الأول، وبيوم صيد، وبيوم القبة. وكان سببه أن بكر بن وائل أصيبت بسنة "أي قحط" فخرجت حتى نزلت بذي قار، وأقبل حنظلة بن سيار العجلي، حتى ضرب قبته بين ذي قار وعين صيد، وكان يقال له "حنظلة القباب"، وكانت له قبة حمراء، إذا رفعها انضم إليه قومه، فأتاهم عامل كسرى على السواد ليخرجهم منه، فأبوا، فقاتلهم فهزموه وانتصروا عليه٥.

وقد نسب إلى "زيد الخير" شعر، زعم أنه قاله يذكر إياس بن قبيصة الطائي هو:


١ الكامل "١/ ٢٨٥ وما بعدها"، نهاية الأرب "١٥/ ٤٣١ وما بعدها".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٣٧٥".
٣ الاشتقاق "ص٢١٦".
٤ الطبري "٢/ ٢٠٧" "دار المعارف".
٥ البكري "٣/ ١٠٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>