للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصص يرويه عنه أهل الأخبار، ويضربون به المثل في المكافأة على الفعل الحسن بالقبيح١.

ولأهل الأخبار آراء في التسمية: منهم من يقول إنها عربية ومن أصل عربي ومنهم من يقول إنها فارسية، وأن اللفظة معربة.

وارتبط باسم "الخورنق" اسم قصر آخر هو "السدير". وقد بني في البرية، فهو أبعد من الخورنق عن الحيرة٢. ولأهل الأخبار كعادتهم في تعليل الأسماء العادية مذاهب في التسمية. ويرجح المستشرقون أنها من الألفاظ المعربة عن الفارسية٣. وقد كان ذا قباب ثلاث، ويتألف من إيوان ينتهي إلى غرفة، وعلى جانبيه غرفتنا، ويظهر من روايات أهل الأخبار أنه كان أقدم عهدًا من الخورنق، وأن ملوك آل لخم كانوا يقيمون فيه في قديم الزمان٤.

وذكر أن "السدير" نهر بالحيرة، قال عدي:

سره حاله وكثرة ما يمـ ... ـلك والبحر معرضًا، والسدير٥

وفي شعر ينسب إلى الأسود بن يعفر، ذكر للقصرين المذكورين، رثى الشاعر فيه حال "آل محرق"، وتألم وتوجع لما نزل وحل بهم، كما توجع لإياد، إذ قال:

ماذا أؤمل بعد آل محرق ... تركوا منازلهم وبعد إياد؟

أرض الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد٦


١ القاموس "٣/ ٢٢" تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، "١/ ٧٩"، مراصد الاطلاع "١/ ٤٩٨"، اللسان "١/ ٧٨"، اليعقوبي "١/ ١٧٠"، أمثال العرب، للمفضل الضبي "ص٦٩".
٢ الجوهري، تاج اللغة "١/ ٣٣٠"، البكري، معجم "١/ ٧٢٩"، ابن سيدة، المخصص "٥/ ١٢٦"، الديارات، للشابشتي "١٥٢"، مراصد الاطلاع "١/ ٦٩٩".
٣ "والسدير: بناء، وهو بالفارسية سهد لي، أي ثلاث شعب، أو ثلاث مداخلت. وقال الأصمعي: السدير فارسية"، اللسان "٤/ ٣٥٥".
٤ الديارات "١٥٢".
٥ اللسان "٤/ ٣٥٥"، "صادر"، "سدر".
٦ اللسان "١١/ ١٨ وما بعدها"، "صادر"، ابن سلام، طبقات فحول الشعراء "١١٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>