للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعراب سبأ "وكل أعرب سبأ" وعلى حمير وحضرموت ويمنت١. وقد عينه بدرجة "كبر" أي "كبير" وهي من أعلى الوظائف في الدولة الملك "ياسر يهنعم" وابنه "ذرأ أمر أيمن". ومعنى هذا أن كندة كانت تابعة أيضًا في هذا العهد لحكم سبئيين، وأن ذلك الكبير كان يدير منطقة واسعة وضعها الملكان تحت تصرفه.

ويرى "جامة" أن أرض كندة يجب أن تكون في جنوب "قشمم" "قشم" "قشام" "القشم"، وذلك لأن النص: "JAMME ٦٦٠" يضعها بين "حضرموت" و"مذحج" فيرى لذلك أن منازلها في ذلك الوقت كانت عند هذه المواضع٢.

والمعروف اليوم أن أول من ذكر اسم "كندة" من المؤلفين الكلاسيكيين على وجه لا يقبل الشك أو الجدل، هو "نونوسوس"، وقد دعاها باسم "KINDYNOI" أي "كندة" وذكر أنها وقبيلة "مادينوي" "MADDYNOI" "معد" هما من أشهر القبائل العربية عددًا ومكانة، يحكمها رجل واحد اسمه "KAISOS" أي "قيس"٣.

وعلى أخبار الأخباريين معولنا في تدوين تأريخ كندة. وفي مقدمة هؤلاء ابن الكلبي الأخباري المعروف، وله مؤلف خصصه بتأريخ كندة، سماه: "كتاب ملوك كندة" ومؤلفات أخرى لها علاقة بهذه القبيلة٤، وأبو عبيدة والأصمعي، وعمر بن شبة، وأمثالهم ممن سترد أسماؤهم في ثنايا صحائف هذا الفصل. وهي أخبار تمثل جملة نزعات واتجاهات تصور تحزب أولئك الأخباريين وميولهم إلى هذه القبيلة أو تلك، فبينها أخبار تميل إلى تأييد أهل اليمن، وبينها أخبار ترجح كفة "كندة"، وبينها أخبار ترجع الفضل إلى كلب، وبينها أخبار تؤيد بني أسد، وطبيعتها على العموم من طبيعة ما يرونه لنا الأخباريون من روايات عن تأريخ العرب قبل الإسلام، فيها العصبية القبلية والتحزب، فيجب أن ننظر إليها إذن بحذر شديد.


١ السطر الأول فما بعده حتى السطر الرابع من النص.
٢ Mahram, P. ٣١٨, ٣٧٢
٣ Olinder, PP. ١١٤
٤ راجع أيضًا مقدمة "أوليندر" "OLINDER" عن الموارد التي يستعان بها في تدوين تأريخ كندة من الصفحة التاسعة فما بعد، الفهرست "٩٨"، "طبعة خياط".

<<  <  ج: ص:  >  >>