للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه كان نصرانيًّا، مما يدل على أنه كان وثنيًّا في أوائل أيام حكمه، ثم اعتنق النصرانية، فأدخل شعارها في مملكته، وذلك بتأثير المبشرين عليه١.

وفي جملة ما يستدل به على تأثير العرب الجنوبيين في الحبش، هو الأبجدية الحبشية المشتقة من الخط العربي الجنوبي. وقرب لغة الكتابة والتدوين عندهم من اللهجات العربية الجنوبية. وبعض الخصائص اللغوية والنحوية التي تشير إلى أنها قد أخذت من تلك اللهجات. ثم عثور العلماء على أسماء آلهة عربية جنوبية ومعروفة في كتابات عثر عليها في الحبشة والصومال، ووجودها في هذه الأرضين هو دليل على تأثر الإفريقيين بالثقافة العربية الجنوبية، أو على وجود جاليات عربية جنوبية في تلك الجهات.

وكما تدخل العرب في شئون السواحل الإفريقية المقابلة لهم. فقد تدخل الإفريقيون في شئون السواحل العربية المقابلة لهم. لقد تدخلوا في أمورها مرارًا.

وحكموا مواضع من ساحل العربية الغربية ومن السواحل الجنوبية وتوغلوا منها إلى مسافات بعيدة من الداخل حتى بلغوا حدود نجران.

ويظهر من الكتابات الحبشية، أن الحبش كانوا في العربية الجنوبية في القرن الأول للميلاد، وقد كانوا فيها في القرن الثاني أيضًا. ويظهر أنهم كانوا قد استولوا على السواحل الغربية، وهي سواحل قريبة من الساحل الإفريقي ومن الممكن للسفن الوصول إليها وإنزال الجنود بها. كما استولوا على الأرضين المسماة بـ KINAIDOKOLPITAE في جغرافية "بطلميوس"٢.

وورد في نص من النصوص الحبشية، أن ملك "أكسوم". كان قد أخضع السواحل المقابلة لساحل مملكته، وذلك بإرساله قوات برية وبحرية تغلبت على ملوك تلك السواحل من الـ"ARRHOBITE" "الأرحب" "الأرحبية" "أرحب"٣ والـ kinaidokolpite، وأجبرتهم على دفع الجزية، وعلى العيش بسلام في البر


١ Handbuch, S. ٣٤, D.H. Muller, Epigraph, S
٢ ٤٤, Aksum Expedition, ١٩١٣, BD, IV. S. ٣٢
٣ "أرحب: حي أو مكان. وفي المعجم: أنه مخلاف باليمن يسمى بقبيلة كبيرة من همدان"، "أرحب: بلد على ساحل البحر بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ"، تاج العروس "٢/ ٤٩٢"، "طبعة الكويت"، "رحب".

<<  <  ج: ص:  >  >>