للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللنصوص الحبشية ولا شك أهمية عظيمة عند من يريد تدوين غزو الأحباش لليمن وتأريخ شهداء نجران إذ كانوا الطرف الرئيسي في هذا الحادث، وهم الذين أغاروا على اليمن فقتلوا ملك حمير. لذا وجه الباحثون أنظارهم نحوها وفتشوا عنها، غير أنهم لم يعثروا على نصوص فيها أمور جديدة عن الحادث تنفرد بها. وما عثر عليه ليس بكثير. ومن ذلك كتابة عثر عليها "يوسف سابيتو" j. sapeto أشير فيها باختصار إلى القديس الحارث "حيروت" herut وبقية الشهداء، وجملة مخطوطات حبشية محفوظة في المتحف البريطاني وردت فيها أخبار الشهداء وغزو الحبشة لليمن، وأمر "ذو نواس" المسمى فيها بـ"فنحاس"، وهي لا تختلف في الجملة اختلافًا كبيرًا عما جاء في أعمال "البولنديين" وأعمال القديس "أزقير" التي نشرها "روسيني"، وهو الذي استشهد بأمر ملك حمير "شرحبيل بن ينكف" مع "٣٨" آخرين١.

يتبين من بعض الموارد الإغريقية والحبشية أن الأحباش كانوا قد نزلوا بأرض حمير قبل قيام ذي نواس بتعذيب نصارى حمير بسنين، وأنهم انتصروا على٥ ذي نواس، فاضطر إلى التقهقر إلى الجبال للاحتماء بها، وأنهم تركوا في اليمن جيشًا لحماية النصارى والدفاع عنهم. فلما مات قائد الجيش ونائب الملك، انتهز ذو نواس هذه الفرصة فأغار على الحبش فتمكن منهم، وعذب من وجد في بلاده من النصارى واضطهدهم، وأغار على نجران، وحاضرها مدة طويلة بلغت سبعة أشهر على زعم الرواية الحبشية. فلما طال الحصار، عمد ذو نواس إلى الخداع والغش، ففاوض النجرانيين على التسليم له، وتعهد إن فتحوا له المدينة، ألا يتعرض لهم بسوء. فلما صدقوه وفتحوا المدينة له، أعمل فيهم السيف، فحمل ذلك الجيش على غزو اليمن٢.

وورد في كتاب الشهداء الحميرين، ما يفيد بأن الحبش بعد أن نزلوا أرض حمير، عارضهم رجل اسمه "مسروق" وحاربهم وقاومهم، وهاجم مدينة


١ النصرانية "١/ ٦١ وما بعدها" Sapeto, Biaggio e Mission e Cattllca fra I Mensa I bogos etc, Roma ١٨٥٧, P. ٤١٢, ZDMG, ٣٥, ١٨٨١, S. ٩, Conti Rossini, Redic. D. Reale Accad. D. Lencei, ١٩١٠, Ser, V, Vol, XIX, P. ٧٠٥
٢ ZDMG, ٣٥, ١٨٨١, S. ١٣. Bury, II. P. ٣٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>