"يزيد"، واستولى على حصن "كدر""كدار"، وجميع من أطاعه من "كدت""كدة" ومن "حريب" حضرموت وهاجم "هجن أذمرين""هجان الذماري" وهزمه واستولى على أملاكه، وحاصر موضع "عبرن""عبران""العبر". عندئذ قرر أبرهة معالجة الموقف بإرسال قوات كبيرة لرتق الحرق قبل اتساعه، فجهز في شهر "ذ قيضن""ذو القيض""ذو قيضان" من سنة "٦٥٧" من التقويم الحميري أي سنة "٥٤٢" للميلاد جيشًا لجبًا من الأحباش والحميريين، وجهة نحو أودية "سبأ" و"صرواح" ثم "نبط" على مقربة من "الوادي""عبرن""عبران""العبر". وفي "نبط" جعل أهل "ألو""ألوي" و"لمد" والحميريين في المقدمة. أما القيادة، فكانت بأيدي القائدين:"وطح""وطاح" و"عوده""ذو جدن". وبينما كان الجيش في طريقه لحرب "يزيد بن كبشة" إذا به يظهر مع عدد من أتباعه أمام "أبرهة" يطلب منه العفو والصفح. أما الباقون، قد تحصنوا في مواضعهم، وأبو الخضوع والاستسلام.
وبينما كان أبرهة يفكر في أمر بقية الثائرين إذا به يسمع بخبر سيئ جدًّا، هو تصدع سد "مأرب" وتهدم بعض توابعه، وذلك في شهر "ذ مذرن""ذو مذران""ذو المذري" من سنة "٦٥٧" من تقوم حمير، أي سنة "٥٤٢" للميلاد. فأمر مسرعًا بتحضير مواد البناء والحجارة، وحدد أجل ذلك بشهر "ذ صربن""ذو الصرب" من السنة نفسها. وفي أثناء مدة التحضير هذه، افتتح أبرهة كنيسة في مدينة مأرب يظهر أنه هو الذي أمر ببنائها، ورتب لخدمتها جماعة من متنصرة سبأ. ولما انتهى من ذلك عاد إلى موضع السد لوضع أسسه وإقامته مستعينًا بحمير وبجنوده الحبش، ولكنه اضطر بعد مدة إلى السماح لهم بإجازة، ليهيئوا لأنفسهم الطعام وما يحتاجون إليه، وليريحهم مدة من هذا العمل المضني الذي تبرموا منه، وليقضي بذلك على تذمر العشائر التي لم تتعود مثل هذه الأعمال الطويلة الشاقة. ورجع أبرهة في أثنائها إلى مأرب، فعقد معاهدة مع أقيال سبأ وتحسنت الأحوال، وأرسلت إليه الغلات والموارد اللازمة للنباء، ووصلت إليه جموع من الفعلة وأبناء العشائر، فعاد إلى العمل بهمة وجد، فأنجزه على نحو ما أراد، فبلغ طوله خمسة وأربعين "أممًا"، أي ذراعًا، وبلغ ارتفاعه خمسة وثلاثين "أممًا". أما عرضه. فكان أربع عشرة ذراعًا، بني بحجارة حمر من "البلق". وأنجزت أعمال قنواته وأحواضه والمشروعات الفرعية