للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يذكر في النص اسم "كبر حضرموت"، أي كبير حضرموت الذي كان يحكم حضرموت في أيام أبرهة، ويظهر من ذكره مع الرجال الذين حضروا إلى مأرب أنه كان تابعًا لأبرهة، أو أنه كان حليفًا له١.

وتدل جملة "بن ملكن"، على أن المراد بها "ابن الملك"، أي "ابن أبرهة"، ولم يشر النص إلى اسمه، فلعله قصد أكبر أولاده. ويرى البعض أنه كان يحكم "وعلان" "ذو ردمان"، وأنه كان يلقب بـ"ذ معهر" "ذو معاهر" "ذو معهر". وقد أشار "الهمداني" إلى "ذي المعاهر". وذكر أنه قصر "وعلان" بـ"ردمان"٢.

وفي أثناء وجود أبرهة في مأرب، وفدت إليه وفود من النجاشي ومن ملك الروم "ملك رمن" ومن ملك الفرس "ملك فرسن"، ورسل من "المنذر" "رسل مذرن" ومن "الحارث بن جبلة" "رسل حرثم بن جبلت" ومن "أب كرب بن جبلة" "أبكرب بن جبلة" "رسل أبكرب بن جبلت" ومن رؤساء القبائل٣. ويلاحظ أن النص قد قدم النجاشي على ملك الروم، كما قدم ملك الروم على ملك الفرس، ثم ذكر من بعد ملك الفرس اسم المنذر والحارث بن جبلة وأبي كرب بن جبلة "أبكرب من جبلت". أما تقديم النجاشي على غيره فأمر لابد منه، وذلك لسيادة الحبشة ولو بالاسم على اليمن، واعتراف أبرهة بسيادة مملكة أكسوم عليه. وفي إرسال مندوب عن النجاشي إلى أبرهة في مهمة سياسية، ودليل ضمني على انفراد أبرهة بالحكم، واستقلاله في إدارة اليمن حتى صار في حكم ملك مستقل، يستقبل وفود الدول ورسلهم ومن بينهم وفد من ملك قامت حكومته بغزو اليمن والاستيلاء عليها. وأما تقديم ملك الروم على ملك الفرس، فلصلة الدين والسياسة بين الحبشة والروم واليمن، فللروم الأسبقية والأفضلية إذن على الفرس.

ويلاحظ أيضًا أن النص قد استعمل كلمة "محشكت" للوفد أو الرسل الذين جاءوا إلى أبرهة من النجاشي ومن ملك الروم، فكتب "محشكت نجشين"


١. Glaser, mitt. S. ٤٦٧
٢ Beitrage, s. ٣٩
٣ السطر ٨٨ من النص، وما بعده إلى السطر ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>