للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَرَموا لِأَبرَهَةَ الأُمورَ مَحَلَّها ... حَلبانُ فَاِنطَلَقوا مَعَ الأَقوالِ

وَمُحَرِّقٌ وَالحارِثانِ كِلاهُما ... شُرَكاؤُنا في الصِهرِ وَالأَموالِ١

وأورد "الهمداني" أبياتًا فيها اسم موضع "حلبان" واسم "أبي يكسوم"، وهي قوله:

وَيَومَ أَبي يَكسومَ وَالناسُ حُضَّرٌ ... عَلى جَلَبانٍ إِذ تَقَضّي مَحاِمله

فَتَحنا لَهُ بابَ الحَصيرِ وَرَبُّهُ ... عَزيرٌ تَمشي بِالسِّيوفِ أَراجِلُه

وقد روى هذان البيتان وهما من شعر "المخيل المعدي" في هذا الشكل:

وَيَومَ أَبي يَكسومَ وَالناسُ حُضَّرٌ ... عَلى جَلَبانٍ إِذ تَقَضّي مَحاِمله

طَوَينَا لَهُم بَابَ الحصينَ ودونَه ... عَزيزٍ يَمشي بالحرابِ مقاولُهُ٢.

ويظهر من هذا الشعر أن "أبرهة" لما جاء بجيشه إلى موضع "حلبان"، وجد مقاومة، ووجد أبواب الحصن مقفلة، وقد تحصن فيه المقاومون له ودافعوا عنه، فهجم قوم الشاعر عليه، ففتحوا باب الحصن، ودخلوه.

أما تأديب "بني عامر"، فلم يقم به"أبرهة" بنفسه، بل قام به قائد اسمه "أبجبر" "أبو جبر"، قاد قبيلتي "كدت"، أي "كندة" و"عل"، وقائد آخر اسمه "بشرم بن حصنم"، أي "بشر بن حصن"، قاد قبيلة "سعدم"، أي "سعد" بنو سعد". وسار القائدان بجيشهما وتقدما بهما إلى "بني عامر وحاربا على هذا النحو: حاربت "كندة" و"عل" قبائل سقطت بعض الحروف من اسم كل واحدة منها، فبقي من إحداهما "ود. ع" وبقي من الأخرى "زرن" "ز. رن" وقبيلة "مردم"، أي "مراد".

وحاربت "سعد" بوادٍ يؤدي إلى "تربن" "الترب"٣، فقتلوا وأسروا "أزروا" وأصابوا غنائم٤. ولم يسم النص الوادي الذي يؤدي إلى "الترب".


١ اللسان "١/ ٣٣٤"، "سادر، تاج العروس "٢/ ٣١٤"، "طبعة الكويت"، "ضربوا" بدلًا من "صرموا"، البكري "٢/ ٤٦١".
٢ Le museon, ١٩٦٥, ٣-٤, p ٤٣٠
٣ "بود بمنهج تربن" السطران الخامس والسادس من النص.
٤ السطر السادس من النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>