للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى ثلاثين ميلًا من جنوب غربي "السليل" في وادي الدواسر١.

كما وجدوا آثار أبنية ضخمة، يظهر أنها بقايا قصور كبيرة، ووجدوا كهفًا منحوتًا في الصخرة مزدانًا بالكتابات والتصاوير واسعًا، يقول له الناس هناك "سردبًا" أو "سردابًا". وعند هذا الموضع عين ماء وآبار قديمة، وقد كتب اسم الصنم "ود" بحروف بارزة. وتدل كل الدلائل على أن الموضع الذي تتغلب عليه الطبيعة الصحراوية في الزمن الحاضر، كان مدينة ذات شأن٢.

وقد أشار الألوسي في كتابه "تأريخ نجد" إلى سدوس وآثارها فقال: "وفي قربها أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة "نقل لي بعض الأصحاب الثقات من أهل نجد: أن من جملة هذه الأبنية شاخصًا كالمنارة، وعليها كتابات كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها؛ فلما رأى أهل قرية سود اختلاف بعض السياحيين من الإفرنج إليها، هدمومها ملاحظة التدخل معهم"٣. وفي هذا الوصف دلالة على أن الخرائب التي ذكرها "ياقوت الحموي" بقيت، وأن المنبر الذي أشار إليه، قد يكون هذا الشاخص الذي شبه بالمنارة والذي أزيل على نحو ما ذكره الأولسي.

والكتابات التي عُثر عليها في "قرية الفأو" ذات أهمية كبيرة، لأنها أول كتابة باللهجات العربية الجنوبية عثر عليها في هذه المواضع، وتعود إلى ما قبل


١ كتاب من الدكتور "جورج مائيوس" تأريخه ٣٠ أغسطس ١٩٥٠م في تعيين وضع المكان. "قرية: موضع في جنوب نجد، في الطريق بينه وبين نجران، ويبعد عن نجران ٣٤٣ كيلو مترًا وعن الأفلاج الواقعة في جنوب نجد "٣٨٣" كيلومتر "الأفلاج تبعد عن الرياض ٢٧٣ كيلو متر"، ويقع بينها وبين الأفلاج العقيق الموقع الذي ذكره الهمداني في صفة الجزيرة، وأشار إلى وجود جالية أجنبية فيه في العهد القديم تشتغل بالتعدين، وأشار إلى معبد منحوت في الصخر في تلك الجهة، وبلغني أن في الجبال القريبة من "قرية" هذه- كتابات ونقوشًا وصورًا كثيرة. وقد مر بها المستر فلبي، وتبعد عن العقيق ٩٤ كيلو مترا في جنوبه. ويبعد العقيق عن الأفلاج ٢٨٠ كيلو مترا تقريبا". كتاب من السيد حمد الجاسر تأريخه ١٣ نوفمبر ١٩٥٠
"العقيق مدينة فيها مئتا يهودي، ونخل كثير، وسيوح وآبار"، صفة ١٥٢، البلدان "٦/ ١٩٨"
٢ ,The Geographical Journal, CXII, June, ١٩٤٩, P. ٩٠, Philby,
Sheba's Daughter's, P. ٤٣٠
٣ تأريخ نجد "ص٢٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>