للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصل إلى "خمير"، ولا في أي مكان، كان يحكم. وما علاقة ذلك الملك الحبشي بجزيرة العرب إن صح أنه ملك الحبش حقًّا؟ وإذا أخذنا بقول هذا الشاعر وصدقناه، فقد يكون ذهب ليتوسل إلى الحبش لفك أسر جماعة من قومه أو من أصحابه قد يكونون ذهبوا للإتجار أو لشراء الرقيق، فقبض عليهم لسبب من الأسباب واحتجزوا، فذهب لإلماسهم فنجح في وساطته وقد يكون "خمير" هذا أحد الحكام أو الإقطاعيين، لا النجاشي ملك الأحباش.

ويظهر من كتاب "الإشقاق" أنه كان لأبرهة حفيد اسمه "ابن شمر" إذ ذكر مؤلفه "ابن دريد" اسم رجل سماه "ابن شمر بن أبرهة بن الصباح"، قال: إنه قتل مع "علي بن أبي طالب" بصفين١. ومعنى هذا أنه كان لأبرهة ولد اسمه "شمر". ونجد في كتب أهل الأخبار أسماء رجال كانوا من حفدة "أبرهة".

وقد سعى الأحباش، مدة مكثهم في اليمن، في نشر النصرانية بين الناس، وبناء الكنائس. ويحدثنا "قزما الرحالة" cosmas indicopleustes في نحو سنة "٥٣٥م"، أي بعد اندحار "ذي نواس"، عن كثرة الكنائس في العربية السعيدة، وعن كثرة الأساقفة والمبشرين الذين بشروا بين الحميريين والنبط وبني جرم٢. وقد اشتهرت كنيسة "نجران"، وكذلك كنيسة صنعاء، وكنيسة "ظفار" التي بناها الحبش، وقد أشرف عليها الأسقف "جرجنسيوس" صاحب "كتاب شرائع الحميريين"، وكان مقربًا لدى النجاشي ومستشاره ومساعده في تنصير الحميريين٣.

وورد أن القيصر "يوسطين" "جستين" كان قد أرسل "كريكنتيوس" gregentius of uippana من الإسكندرية إلى "ظفار" ليكون "أسقفًا" على نصاراها. وقد تناظر مع "حبر" من أحبار يهود فيها، فغلبه. وقدم قانون الشرعية إلى "أبرام" "abram" ملك حمير٤.


١ الاشتقاق "٢/ ٣٦١"، جمهرة أنساب العرب، "لابن حزم ٤٣٥".
٢ النصرانية "١/ ٥٦"، MIGNE. Patrolo. Gre, vol, LXXX col. ١٦٩
٣ النصرانية "١/ ٦٤"، الأغاني "٢/ ٧٥".
MIGNE. Patrolo. Gre, vol, ٨٦, col. ٥٦٧-٦٢٠
٤ Bury, ii, p. ٣٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>