للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد مناف، والزبير، وعبد الكعبة، وعاتكة، وبَرَّة, وأميمة١. وعدة ولده اثنا عشر رجلًا وست نسوة٢.

ولم يكن ولد عبد المطلب من رجال مكة الأثرياء، وكل ما كان عندهم ثراء روحي، استمدوه من اسم "قصي" وهاشم، فكانوا من وجهاء مكة من هذه الناحية, أما من ناحية المادة والمال، فلم يكونوا من السباقين فيه. لقد كانوا وسطًا، وربما كانوا دون أوساط تجار مكة؛ مات "عبد الله" ولم يخلف لأهله شيئًا، ومات أبو طالب وحالته المالية ليست على ما يرام. لقد كانوا تجارًا يخرجون بتجارتهم على عادة فيهم إلى بلاد الشام، أو إلى اليمن فيبيعون ويشترون، ولكنهم على ما يبدو من الأخبار لم يتمكنوا من جمع ثروة تغنيهم وتجعلهم من أغنياء مكة. وقد توفي "عبد الله" وهو في طريقه من "غزة" إلى مكة، وكان قد أقبل بتجارة له، فنزل بالمدينة وهو مريض، وتوفي هناك٣, وإن "عبد المطلب" بعث إليه "الزبير بن عبد المطلب" أخاه، ودفن في دار النابغة٤, وإنه ترك عند وفاته "أم أيمن" حاضنة الرسول، وكان يسميها: "أُمّي"، فأعتقها وخمسة أجمال أوراك، وقطعة غنم، وسيفا مأثورا، وورقا٥.

وخرج "أبو طالب" بتجارة له في "عير قريش" ولكنه لم يتمكن من كسب شيء يريحه ويسعده من كل تجاراته، وآية ذلك أن الرسول أخذ منه ابنه "عليًّا"؛ ليخفف عنه مشقة الإنفاق على ولده، وأخذ "العباس" "جعفرًا" منه لينفق عليه. ووضعٌ مثل هذا لا يدل على يسر٦, وكانت له مع فقره هذا وجاهة عند أهله وقومه. قيل: "لم يسد من قريش ممق إلا عتبة وأبو طالب، فإنهما سادا بغير مال"٧. وقال "علي" في والده: "أبي ساد فقيرًا وما


١ الطبري "٢/ ٢٣٩" "دار المعارف".
٢ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "١/ ٨٩".
٣ الطبري "٢/ ٢٤٦" "دار المعارف"، البلاذري، أنساب "١/ ٩٢"، ويقال: كان عبد المطلب بعثه إلى المدينة يمتار له تمرًا. ويقال: بل أتاهم زائرًا لهم، ويقال: بل قدم من غزة بتجارة له.
٤ البلاذري، أنساب "١/ ٩٢"، ابن سعد، طبقات "١/ ٩٩".
٥ البلاذري، أنساب "١/ ٩٦".
٦ ابن الأثير، الكامل "٢/ ٣٧" "المنيرية"، الطبري "٢/ ٣١٢" "الحسينية".
٧ السهيلي, الروض الأنف "١/ ١٢١".

<<  <  ج: ص:  >  >>