للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم تكن متينة, وقد كان في جملة من شهد "حلف الفضول" في دار "عبد الله بن جدعان"١, كما رأس "بني هاشم" في حرب الفجار٢. وذكر أنه كان نديمًا لمالك بن عُميلة بن السباق بن عبد الدار٣, وقد تاجر الزبير مع بلاد الشام إلا أنه لم ينجح في تجارته على ما ظهر، بدليل أنه لم يكن موسرًا، وذكر أنه كان أحد حُكام العرب الذين يتحاكمون إليهم٤.

وحلف الفضول من الأحداث المهمة التي يذكرها أهل السير والأخبار في تأريخ مكة, وإذا صح ما يذكرونه من أنه عقد بعد الفجار بشهور، وفي السنة التي وقع فيها الفجار الذي حضره الرسول، ومن أن الرسول حضره وهو ابن عشرين سنة، فيجب أن يكون عقد هذا الحلف قد تم في حوالي السنة "٥٩٠" للميلاد٥. ويذكر أن الذي دعا إليه هو الزبير بن عبد المطلب٦.

وقد شهد حلف الفضول بنو هاشم وبنو زهرة وبنو تيم, وذكر أنهم تعاهدوا على أن يكونوا مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه، وفي التآسي في المعاش, وقد عقد منصرف قريش من الفجار وكان الفجار في شوال, وعقد الحلف في ذي القعدة٧. وذكر أيضا أنهم "تحالفوا ألا يُظلم أحد بمكة إلا قاموا معه حتى ترد ظلامته", وقد ذكره الشاعر "نبيه بن الحجاج السهمي"٨. وليس لأهل الأخبار رأي ثابت عن سبب تسمية هذا الحلف بحلف الفضول؛ فذكر بعضهم أنه سمي بذلك لأنهم تحالفوا أن يتركوا عند أحد فضلًا يظلمه أحدًا إلا أخذوه له منه. وقيل: سمي به تشبيهًا بحلف كان قديمًا بمكة أيام جرهم, على التناصف والأخذ للضعيف من القوي والغريب من القاطن. وسمي حلف الفضول؛ لأنه قام به رجال


١ المحبر "ص١٦٧".
٢ المحبر "ص١٦٩".
٣ المحبر "ص١٧٦".
٤ البلاذري، أنساب "١/ ٨٨".
٥ ابن سعد، طبقات "١/ ١٢٨ وما بعدها".
٦ السيرة الحلبية "١/ ١٥٣ وما بعدها".
٧ ابن سعد، طبقات "١/ ١٢٨ وما بعدها".
٨ نسب قريش "٢٩١", الأغاني "١٦/ ٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>