للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أشبه هذا القول". مات حين هاجر النبي, ودفن بالحجون١.

وكان "زمعة بن الأسود" تاجرًا، متجره إلى الشام. وعرف بالدقة في العمل وفي وضع خطط سفره وتجارته, "فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر، قال: أسير كذا وكذا، وآتي البلد يوم كذا وكذا، ثم أخرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم مما يقول شيئًا"٢.

ومن سادات قريش: "يزيد بن زمعة بن الأسود", وكانت إليه المشورة. وذلك أن رؤساء قريش لم يكونوا مجتمعين على أمر حتى يعرضوه عليه، فإن وافقه ولاَّهم عليه، وإلا تخير، وكانوا له أعوانا. وقد أسلم، واستشهد مع الرسول بالطائف٣.

ويعد حرب بن أمية من وجهاء مكة وسيدًا من سادات كنانة، وكان أمر كنانة كلها إليه يوم شمطة٤. واشترك يوم عكاظ، وقيد نفسه ومعه سفيان وأبو سفيان بن أمية بن عبد شمس؛ وذلك كي يثبتوا في أماكنهم ويتقوى بذلك قومهم, فيثبتوا في القتال٥. وكان من أثرياء مكة المعروفين.

ومن سادات مكة: "هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم" وكان له ولبنيه صيت بمكة وذكر عالٍ٦. وذكر أنه كان سيد قريش في دهره، ولما مات صار يوم موته من أيام مكة المشهورة حتى إنهم أرخوا بموته٧, ونادى منادي مكة في أمثال هذه المناسبات: "اشهدوا جنازة ربكم", وكان سيدًا مطاعًا٨. وظل يوم وفاة "هشام" يومًا يؤرخ به سبع سنين إلى أن


١ البلاذري، أنساب "١/ ١٣١ وما بعدها".
٢ المحبر "ص ١٥٨ وما بعدها".
٣ بلوغ الأرب "١/ ٢٤٩".
٤ أيام العرب "٣٣١".
٥ أيام العرب "٣٣٤".
٦ الاشتقاق "٦٠".
٧ وأصبح بطن مكة مقشعرًّا
كأن الأرض ليس بها هشام
الاشتقاق "٩٢"، نسب قريش "٣٠١".
٨ الاشتقاق "٦٣", المحبر "١٣٩"، المعارف "٣٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>