للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضرب فيها ابنه هشامًا على شربها١. وقد عده "ابن حبيب" في جملة زنادقة قريش، وذكر أنه وجماعته تعلموا الزندقة من نصارى الحيرة٢، ولم يفسر قصده من الزندقة.

ويذكرون أن "الوليد" كان أسنَّ قريش يوم حكم في قضية "خداش"، وحكم فيها بـ"القَسامة"، فكان بذلك أول من سن "القسامة" في قريش٣.

ومات الوليد بعد الهجرة بثلاثة أشهر أو نحوها، ودفن بالحجون٤. وذكر "محمد بن حبيب" أن "أبا أحيحة" كان نديمًا للوليد بن المغيرة, على عادة القوم في اتخاذ الندماء٥.

وأبو "أحيحة" هو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، المعروف بـ"ذي العمامة"؛ لأنه كان لا يعتم أحد بمكة بلون عمامته إعظامًا له٦, كما عرف بـ"ذي التاج" وذلك للسبب نفسه٧, وقد ذكره "أبو قبيس بن الأسلت" في شعر ينسب إليه٨. وكان مثل أكثر رجال تاجرًا, قدم مرة الشام في تجارة، فحبسه "عمرو بن جَفْنَةَ"؛ حبسه مع هشام بن سعد العامري، وبقي في محبسه حتى جاء بنو عبد شمس، فافتدوه بمال كثير٩.

وكان أبو أحيحة ممن أخذتهم العزة من أشراف مكة، فلم يقبلوا الدخول في الإسلام, وممن أظهر عداوته للرسول، خاصة بعد تحريض النضر بن الحارث والوليد بن المغيرة له على معاداته. وقد كان مثل سائر أشراف مكة يرى أن الأمر العظيم يجب أن يكون في العظماء, وهو من العصبة التي أشير إليها في هذه


١ المحبر "٢٣٧".
٢ المحبر "١٦١".
٣ المحبر "ص٣٣٧".
٤ البلاذري، أنساب "١/ ١٣٤".
٥ المحبر "١٧٤"، البلاذري، أنساب "١/ ١٣٤".
٦ المحبر "ص١٦٥", الاشتقاق "ص٤٩".
٧ الطبري "٢/ ٣٩٨"، المحبر "١٦٥", البلاذري، أنساب "١/ ١٤١".
٨ البيان والتبيين "٣/ ٩٧"، البلاذري، أنساب "١/ ١٤١".
٩ البيان والتبيين "٣/ ٩٧"، الإصابة "٣٨٥٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>