للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأس الخزرج يوم بُعاث١, و"رافع بن مالك بن العجلان"، وهو أول من أسلم من الأنصار، و"النعمان بن العجلان"٢, و"مرداس بن مروان"، شهد يوم الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وكان أمين النبي على سُهمان خبير٣, و"خشرم بن الحباب"، وكان حارس النبي, و"البراء بن معرور"، عقبيّ وكان نقيبًا، وهو أول من أوصى بثلث ماله وأول من استقبل القبلة، وأول من دفن عليها٤, و"أبو قتادة بن ربعي" فارس النبي.

ويذكر الإخباريون أنه كان للخزرج رئيس منهم، هو "عمرو بن الأطنابة"٥، وقد ملك الحجاز. وكان ملكه على رأيهم في أيام "النعمان بن المنذر"، قتله الحارث بن ظالم قاتل خالد بن جعفر بن كلاب٦, وكانت بينه وبين "عمرو" خصومة. وذكر أن "عمرًا" قال شعرًا يهزأ فيه بالحارث جاء فيه:

أبلغ الحارث بن ظالم المُوعِدَ ... والناذر النذور عَلَيّا

إنما تقتل النيام ولا تقتل ... يقظان ذا سلاحٍ كميّا

وكان عمرو شاعرًا, ومن الفرسان٧.

وبالرغم من صلة الرحم القريبة التي كانت بين الأوس والخزرج، فقد وقعت بينهما حروب هلك فيها من الطرفين خلق كثير. وأول حرب وقعت بين الأوس والخزرج هي على رواية الإخباريين حرب "سمير" "سميحة". و"سمير" في روايتهم رجل من الأوس من بني عمرو، شتم رجلًا اسمه كعب بن العجلان، وهو من بني ثعلبة من سعد بن ذبيان، نزل على مالك بن العجلان رئيس الخزرج وحالفه وأقام معه، ثم قتله. فثارت الثائرة بين الأوس بسبب هذا القتل وبسبب دفع دية القتيل، ثم وقعت الحرب. ثم اتفقوا على أن يضعوا حكمًا بينهم يفصل في الأمر، فوقع اختيارهم على "المنذر بن حرام النجاري الخزرجي"، وهو


١ الاشتقاق "ص٢٧١ وما بعدها".
٢ الاشتقاق "٢٧٢".
٣ الاشتقاق "٢٧٣".
٤ الاشتقاق "٢٧٣".
٥ الاشتقاق "٢٧٥".
٦ ابن خلدون "٢/ ٢٨٩"، الأغاني "١١/ ١٢١ وما بعدها".
٧ الاشتقاق "ص٢٦٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>