للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرة الثقفي"، وكانوا أثرياء أجوادًا يطعمون بالرياح١. وأمهم "قلابة بنت الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج" الثقفي٢, وبيت "بني علاج" من البيوت القديمة المعروفة بالطائف٣.

ولقد لقي الرسول مقاومة عنيفة من أهل الطائف حين حاصرها وأحاط بها، فقد تحصن أهلها بحائطهم وبحصونهم, وأغلقوا عليهم أبواب مدينتهم، وصنعوا الصنائع للقتال. أما من كان حول الطائف من الناس, فقد أسلموا كلهم، ولما ضيق المسلمون الحصار عليها، وقربوا من الحائط، دخل نفر من أصحاب رسول الله تحت دبابة، ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، وقتلوا رجالا، فأمر رسول الله بقطع أعناب ثقيف؛ كي يحملهم على فتح أبواب مدينتهم ومهادنة الرسول، للإبقاء على أموالهم، غير أنهم لم يبالوا بما رأوا من قطع أعنابهم وتخريب بساتينهم، وبقوا على عنادهم، مما حمل الرسول على ترك حصارهم والرحيل عنهم انتظارًا لفرصة أخرى٤.

ويذكر أهل الأخبار، أن "سلمان الفارسي" اتخذ منجنيقًا نصبه المسلمون على الطائف، وأن المسلمين كانت لهم دبابة، جاء بها "خالد بن سعيد بن العاص" من "جرش"٥.

ويذكر الطبري أن عروة بن مسعود، وهو من وجوه الطائف، كان قد تعلم مع غيلان بن سلمة صنعة الدبابات والضبور والمجانيق من أهل جرش٦. وقد اشتهرت هذه المدينة بصنع آلات الحرب.

ولما انصرف الرسول عن الطائف، اتبع أثره "عروة بن مسعود بن متعب" حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم. فلما رجع إلى الطائف على أمل


١ المحبر "٤٦٠".
٢ المحبر "٤٦٠".
٣ الاشتقاق "١٨٥".
٤ الطبري "٣/ ٨٢ وما بعدها" "غزوة الطائف".
٥ البلاذري، أنساب "١/ ٣٦٦".
٦ الطبري "٣/ ٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>