للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو التوحيد، فرماه رجل من أهل الطائف فقتله، وأن الرسول قال فيه: "مثله مثل صاحب ياسين" ١. "ويقال: إنه الذي ذكره الله عز وجل في التنزيل: {مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم} ، وذكر بعض أهل العلم أن أربعة سؤددهم في الجاهلية والإسلام: عروة بن مسعود، والجارود واسمه: بشر بن المعلى، وجرير بن عبد الله، وسراقة بن جعشم المدلجي"٢.

وثقيف أقرب في الواقع إلى اليمن منهم إلى أهل الحجاز، وتكاد تكون ثقافتهم ثقافة يمانية، وحياتهم الاجتماعية حياة اجتماعية من النوع المألوف في اليمن, حتى في الوثنية نجد لهم معبدًا خاصًّا بهم، يتقربون إليه ويحجون له. ولعل هذه الاختلافات وغيرها هي من جملة العوامل التي صيرت ثقيفًا مجتمعًا خاصًّا معارضًا لمجتمع مكة, وجعلت أهل الطائف يكرهون أهل مكة الذين امتلكوا أملاكًا في الطائف، وكانوا يأتون إليها في الصيف هربًا من جو مكة المحرق.

ومن بطون ثقيف: "بنو الحطيط" و"بنو غاضرة"، ومن بني الحطيط "مالك بن حطيط"، وكان من ساداتهم في الجاهلية، ومن ثقيف الشاعر أمية بن أبي الصلت، وكان بعض العلماء يقول: لولا النبي -صلى الله عليه وسلم- لادعت ثقيف أن أمية نبي؛ لأنه قد دارس النصارى وقرأ معهم ودارس اليهود وكل الكتب قرأ, ولم يسلم ورثى قتلى بدر٣. ومن رجالهم "أبو محجن"، كان شاعرًا فارسًا شجاعًا شهد يوم القادسية، وكان له فيها بلاء عظيم، وقد شهد يومئذ "عمرو بن معد يكرب" وغيره من فرسان العرب, فلم يبل أحد بلاءه, و"الأخنس بن شريق", وتزعم ثقيف أنه أحد الرجلين اللذين ورد ذكرهما في القرآن, {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيم} : الأخنس بن شريق والوليد بن المغيرة, وقد كان حليفًا لبني زهرة. وقد خنس ببني زهرة يوم بدر٤.

ومن ثقيف "بنو علاج"، ومنهم "الحارث بن كلدة", "كان طبيب


١ المحبر "ص١٠٦".
٢ الاشتقاق "١٨٦".
٣ الاشتقاق "١٨٤".
٤ الاشتقاق "١٨٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>