أما كفاءة النسب، فيراد بها النسب العربي، أي: إن الرجل لا يزوج بنتًا عربية إلا إذا كان عربيًّا. وأما المنزلة، فيراعى فيها الكفاءة في المكانة، كأن يراعى في اختيار الزوجة أن تكون من عائلة ليست منزلتها دون منزلة الزوج، وإلا عير بزواجه, وأما الحرفة، فأن يتزوج الرجل بنتًا من بنات حرفته، فلا يتزوج الرجل ابنة صائغ مثلًا وإلا عير ابنها به، كالذي كان من أمر "النعمان بن المنذر" ملك الحيرة، فقد عيره الناس بأمه؛ لأنها ابنة صائغ، ثم لأنها يهودية. وكان هذا العرف صارمًا في اليمن، فحصروا الزواج بأصحاب الحرف على نحو ما سأتحدث عنه في باب الزواج.
ونظرًا إلى ازدراء العرب لشأن الموالي، وما كان يجلبه الولاء من ازدراء العرب بعضهم بعضًا لهذا السبب، بسبب ولاء العتق أو ولاء الموالاة، فقد أمر الخليفة "عمر" بإبطال الولاء بين العرب، وجوز بقاءه فيما بين العرب وغير العرب١, فاقتصر الولاء على هذا النوع وحده في الإسلام.