للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجود هذه القبيلة في بلاد الشام والعراق، ولكننا لا نجد لها ذكرًا مثل أكثر القبائل الأخرى في كتب "الكلاسيكيين".

وكانت منازلها عند ظهور الإسلام في المنطقة الجنوبية الشرقية للبحر الميت. وقد اشتركت مع القبائل العربية الأخرى التي ساعدت الروم، وانضمت إلى جانب "هرقل" "heraclius"، ولكن اسمها لم يرد كثيرًا في أخبار فتوح المسلمين لبلاد الشام، وإنما كان من الأسماء المعروفة في أيام الأمويين. وتدل إقامتها في هذه البلاد منذ أيام الجاهلية على أن صلتها ببلاد الشام كانت أقوى وأمتن من صلتها بالعراق.

وصنم عاملة هو الأقيصر، وكان في مشارف الشام، يحجون إليه، ويحلقون رءوسهم عنده١.

وولد جذام: وهو عمرو بن عديّ بن الحارث بن مرّة٢ والد قبيلة جذام الشهيرة من الولد حراما، و "جُشَمَ"٣. ومن بني حرام غطفان وأفصى، وهما ابنا "سعد بن إياس بن أفصى بن حرام بن جذام". وذكر ابن حزم: أن روح بن زنباع، وهو من بني أفصى، أراد أن يرد نسب جذام إلى مضر، فيقال جذام بن أسدة أخو كنانة وأسد ابنا خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، فعارضه في ذلك نائل بن قيس٤.

ومن بطون جذام: "بنو ضبيب، وبنو مخرمة، وبنو بعجة، وبنو نفاثة، وديارهم حوالي أيلة من أول أعمال الحجاز إلى ينبع من أطراف يثرب. وكانت لهم رياسة في معان وما حولها من أرض الشأم لبني النافرة من نفاثة، ثم لفروة بن عمرو بن النافرة. وكان عاملًا للروم على قومه وعلى من كان حوالي معان من العرب. وهو الذي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه، وأهدى


١ كحالة "٢/ ٧١٤".
٢ منتخبات "ص١٩"، ابن خلدون "٢/ ٢٥٧". تاج العروس "٨/ ٣٢٣"، لسان العرب "١٤/ ٣٥٦"، أبو الفداء "١/ ١٠٩"، نهاية الأرب "٢/ ٣٠٣"، صبح الأعشى "١/ ٣٣٠"، الصحاح "٢/ ٢٦٩"، كحالة "١/ ١٧٤".
٣ "جشم"، جمهرة "ص٣٩٥"، وهو في الاشتقاق "ص٢٢٥" "حشم".
٤ جمهرة "ص٣٩٥ وما بعدها" ency., I, p. ١٠٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>