للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يجزم ابن حزم في نسبة أنمار نزار، فبعد أن ذكر مضر وربيعة وإيادًا، وهم ولد نزار، قال: "وقيل: أنمار"، ثم قال: "وذكروا أن خثعمًا وبجيلة من ولد أنمار"١. أما أبو عبد الله المصعب بن عبد الله مصعب الزبيري، فأثبت نسب أنمار في نزار، وذكر أن من أنمار بجيلة "انتسبوا إلى اليمن، إلا من كان منهم بالشام والمغرب، فإنهم على نسبهم إلى أنمار بن نزار"٢.

ويظهر أن نسابي خثعم وبجيلة يأبون انتسابهم إلى أنمار، إذ ذكروا ذلك، ويرون أن أراش بن عمرو تزوّج ابنة أنمار، وهي سلامة، فولدت له ولدًا سمي أنمار بن أراش. ويذكر النسابون أنه لم يشتهر أحد من ولد أنمار٣. ومعنى هذا أن هذه القبيلة، كان قد ضعف حالها وذابت في غيرها، لذلك لم يذكر لها النسابون شيئًا من البطون.

وقد نسب "الزبيري" خثعمًا إلى أقبل "أفتل" بن أنمار بن نزار، وذكر أن خثعمًا هو اسم جبل تحالفوا عليه، "فنسبوا إليه، وهم بالسراة على نسبهم إلى أنمار بن نزار. وإذا كانت بين اليمن فيما هنالك وبين مضر حرب، كانت خثعم مع اليمن على مضر". كذلك نسب خزيمة، وهو يشكر إلى أنمار٤.

وكان إياد على رواية الأخباريين أكبر أولاد معد٥، وإليه يرجع نسب كل إيادي. وأولد إياد زهرًا ودعميًّا ونمارة، ومن نسلهم تفرعت سائر إياد٦.

وقد ارتحلت إياد عن منازلها الأصلية، بسبب الحروب، فذهب قسم كبير منها إلى العراق حيث نزلوا في الأنبار وفي عين أباغ وسنداد وتكريت وبطن إياد وباعجة وأماكن أخرى، وذهب قسم آخر منهم إلى البحرين حيث انضموا إلى قضاعة، كما سكن قسم منهم في بلاد الشام٧.


١ جمهرة "ص٩".
٢ نسب قريش "ص٧".
٣ سبائك الذهب "ص٢٠".
٤ نسب قريش "ص٧".
٥ خلاصة "ص٥٨".
٦ جمهرة "ص٢٠٨". نهاية الأرب "٢/ ٣١٠" "طبعة الكتب المصرية"، صبح الأعشى "١/ ٣٣٦" "طبعة دار الكتب المصرية".
٧ الأغاني "١٥/ ٩٣". Ency, ii, p. ٥٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>