للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائرًا بين الناس في الحمق١.

وضرب المثل ب "أم خارجة" في السرعة، فقال أسرع من نكاح أم خارجة. وهي "عمرة بنت سعد بن عبد الله بن بجيلة". كان يأتيها الخاطب فيقول: خطب، فتقول: نكح. ولدت أم خارجة في نيف وعشرين حيا من آباء متفرقين، وكانت إذا تزوج منها الرجل فأصبحت عنده كان أمرها إليها، إن شاءت أقامت، وإن شاءت ذهبت، وكانت علامة ارتضائها للزوج أن تصنع له طعامًا كلما تصبح٢.

وضربوا المثل ب "عز أم قرفة"، فمن أمثالهم إذا أرادوا العز والمنعة قالوا: إنه لأمنع من أمر قرفة. وهي بنت "مالك بن حذيفة بن بدر": وكان يحرس بيتها خمسون سيفًا بخمسين فارسًا، كلهم لها محرم٣.

كما ضربوا المثل ب "برد العجوز". ولهم قصص في سبب ضربه وهم متفقون على أن المثل جاهلي، وليس بإسلامي. ذكر بعضهم أن عجوزًا دهرية كاهنة من العرب كانت تخبر قومها ببرد يقع في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، فيسوء أثره على المواشي، فقالوا: هذا برد العجوز، يعني العجوز الذي أنذرت به. وذكر بعض آخر؛ أن عجوزًا كانت بالجاهلية ولها ثمانية بنين فسألتهم أن يزوّجوها، وألحت عليهم، فتآمروا بينهم، وقالوا لها: إن كنت تزعمين أنك شابة فابرزي للهواء ثمان ليال، فإننا نزوجك بعدها، فوعدت بذلك، وتعرضت تلك الليلة والزمان شتاء كلب، وبرزت للهواء، وبقيت تفعل ذلك سبع ليال، ثم ماتت في الليلة السابعة. فضرب بها المثل: وقيل برد العجوز٤.


١ الثعالبي، ثمار القلوب "٣٠٩".
٢ الثعالبي، ثمار "٣١١ وما بعدها".
٣ الثعالبي، ثمار "٣١٠ وما بعدها".
٤ الثعالبي، ثمار "٣١٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>