للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلبس العروس ثوبًا يجعل له ذيل تسحبه حين تمشي. لأنه يكون طويلا، وقد أشير إليه في شعر لامرئ القيس. إذ قال:

لها ذنب مثل ذيل العروس ... تسد به فرجها من دبر

كما أشير إليه في شعر لخداش بن زهير. إذ قال:

لها ذنب مثل ذيل الهديّ ... إلى جؤجؤٍ أيدِ الزافر١

والهديّ: العروس التي تهدى إلى زوجها.

واستعملت المرأة الغنية المسك والطيب في تطييب جسمها وثيابها. حتى كان المسك يفوح من أردانها. قال قيس بن الخطيم:

وعمرة من سروات النسا ... ء تنفح بالمسك أردانها٢

و"الصداق" هو مهر المرأة، أي ما يدفعه الرجل إلى أهل البنت عند عقد الزواج، ويقال له الصَّدَقة والصَّدُقة والصُّدُقة والصَّداق. وترادف هذه الكلمة كلمة أخرى هي "مهر"، وهي من المصطلحات الجاهلية كذلك٣.

وطريقة العرب من جاهليين وإسلاميين في دفع الرجل "المهر" للزوجة، تناقض المألوف عند اليونان والرومان، حيث جرت عادتهم أن تقدم المرأة صداقها إلى زوجها نقودًا أو عينًا. وهي الطريقة المألوفة عند الغربيين حتى الآن. وكان الرومان يستغربون طريقة الجاهليين هذه في دفع المهر٤.

ويروي "روبرتسن سمث" أن ترادف معنى "الصداق" و "المهر" إنما حدث في الإسلام. أما في الجاهلية، فقد كان هناك فرق بين مدلول الكلمتين. فإن المراد من كلمة الصداق عند الجاهليين هو ما يقدم إلى العروس. أما المهر، فهو ما يقدم إلى الوالدين٥.


١ أمالي المرتضى "٢/ ٩٤ وما بعدها".
٢ اللسان "١٣/ ١٧٧"، "ردن".
٣ اللسان "١٢/ ٦٥"، النهاية "٤/ ١٢٢"، جامع الأصول "٧/ ٥٧٩"، عمدة القاري "١٠/ ١٣٦"، تاج العروس "٣/ ٥٥٠"، "مهر".
٤ Ency. Religi, ٨. P. ٤٤٧.
٥ Kinship. P. ٧٦, Ency, III, P. ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>