للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في يوم "العقيقة". وتذكر كتب السير أن "عبد المطلب" هو الذي سمى الرسول محمدًا، في يوم سابعه، أخذه فدخل به الكعبة، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها، وفي هذا اليوم عقّ له على عادة العرب في ذلك العهد. وتذكر أيضا أن قريشًا "قالوا لعبد المطلب ما سميت ابنك هذا؟ قال سمّيته محمدًا"١.

وتختلف التسميات في جزيرة العرب، كما تختلف معانيها، فالأسماء المشهورة عند العرب الجنوبيين والواردة في نصوص المسند لا ترد في قوائم أسماء الجاهليين الذين كانوا يعيشون قبيل الإسلام في نجد والحجاز. وأسماء أكثر ملوك العرب الجنوبيين ولا سيما الذين عاشوا منهم قبل الإسلام هي أسماء مركبة، ولها صلة بالآلهة. أما أسماء الملوك الشماليين فأكثرها مفردة مثل المنذر والنعمان والحارث وعمرو وأمثال ذلك. والأسماء الشمالية المركبة لها صلة بالأصنام، ولكن بأصنام العرب الشماليين، مثل عبد مناة، وعبد العزى، وامرئ القيس، وعبد ودّ. وأما أسماء سواد الناس، فتختلف كذلك في العربية الجنوبية عنها في الشمال، وفي المواضع الأخرى من جزيرة العرب. وقد أحدث الإسلام تغييرًا كبيرًا في الأسماء، فاجتث منها كلّ ما له صلة بالوثنية والأوثان، وجاء بتسميات لم تكن شائعة بين الجاهليين، مثل: محمد وعلي وأمثال ذلك من أسماء لها صلة بالرسول وبالصحابة وبتأريخ الإسلام.


١ الاشتقاق "٦"، المواهب "٢٤١"، الحلبية "١/ ٩٤ وما بعدها"، الروض الأنف "١/ ١٠٦ وما بعدها"، ابن هشام، سيرة "١/ ١٦٦ وما بعدها"، تأريخ الإسلام، للذهبي "٧/ ٢٣ وما بعدها"، تفسير روح المعاني "٤/ ٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>