للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضع الأساس، وأمعن في الاحتفار أصاب كهيئة البيت، فدخله فإذا رجل على سرير من رخام، وعند رأسه كتابة: أنا عبد المسيح بن بقيلة:

حلبت الدهر أشطره حياتي ... ونلت من المنى بُلَغَ المزيد

وكافحت الأمور وكافحتني ... فلم أحفل بمعضلة كثود

وكدت أنال في الشرف الثريا ... ولكن لا سبيل إلى الخلود١

وأدخلوا "النابغة الجعدي"، واسمه "قيس بن عبد الله بن عدس" في المعمّرين. ولكنه لم ينل من أهل الأخبار عمرًا يستحق الذكر. إذ منحوه أقصر ما يمكن من العمر بالنسبة للمعمرين. وهو عشرون ومائة سنة. وتفضل "أبو حاتم السجستاني" عليه فمنحه مائتي سنة٢. وأبو حاتم من الكرماء جدًا بالنسبة لمنح الأعمار إلى المعمرين. وقد أدرك الإسلام فأسلم. ومدح الإسلام بشعر. ويذكر أنه جاء الرسول وأنشده من شعره٣.

وذكر "الجاحظ" نقلًا عن المتقدمين عليه، أنهم "ذكروا أنهم وجدوا أطول أعمار الناس في ثلاثة مواضع: أولها سرو حمير، ثم فرغانة، ثم اليمامة، وإن في الأعراب لأعمارًا أطول، على أن لهم في ذلك كذبًا كثيرًا"٤.


١ أمالي المرتضى "١/ ٢٦٣".
٢ أمالي المرتضى "١/ ٢٦٣ وما بعدها"، جمهرة أشعار العرب "٣٠١ وما بعدها".
٣ أمالي المرتضى "١/ ٢٦٥ وما بعدها"، أخبار المعمرين "٦٤ وما بعدها"، ابن قتيبة، الشعر والشعراء "٢٤٧ وما بعدها"، الإصابة "٦/ ٢١٨ وما بعدها"، الأغاني "٤/ ١٢٧ وما بعدها".
٤ الحيوان "١/ ١٥٧"، "أطول الناس أعمارًا"، "عبد السلام محمد هارون".

<<  <  ج: ص:  >  >>