للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر علماء اللغة أن "السمك" الحوت من خلق الماء١. وذكر أن الحوت ما عظم من السمك٢. ومن أنواع سمك الحوت: "القرش"٣. وهو من الأسماك العظام.

ومن وسائل صيد السمك "العروك"، خشب يلقي في البحر، يركبون عليه، ويلقون شباكهم، يصيدون السمك٤. و "العركي" صياد السمك. ولهذا قيل للملاحين عرك، لأنهم يصيدون السمك. وفي الحديث في كتابه إلى قوم من اليهود: "إن عليكم ربع ما أخرجت نخلكم؛ وربع ما صادت عروككم، وربع المغزل". والعروك هم الذين يصيدون السمك٥.

ومن عادة ملوك الحيرة والغساسنة أنهم كانوا يتبدون في المواسم الطيبة من السنة، بعد هطول الأمطار واكتساء البادية بسط الربيع، وتعييد الطيور والماشية بالمناسبة السعيدة. وكانوا يخرجون إلى البوادي للاستمتاع بالمناظر الجميلة وللصيد والقنص، ومن الأماكن التي كان ملوك الحيرة يقصدونها منزل "ماوية"، وهو منزل بين مكة والبصرة٦. ذكر أن الملك "النعمان" كان إذا أراد الاستئناس برؤية حلل الربيع والماء، خرج إلى "النجف" وإلى البادية، فتنصب له ولأصحابه القباب ويمضي أيامًا هناك يتصيد ويستمتع بمنظر الشقائق ذوات الألوان الأخاذة للقلوب، حتى زعم أن "شقائق النعمان" إنما سميت بذلك نسبة إليه. جاء إلى موضع وقد اعتم نبته من أصفر وأحمر وإذا فيه من هذه الشقائق ما راقه ولم ير مثله، فقال: ما أحسن هذه الشقائق! احموها! وكان أول من حماها، فسميت شقائق النعمان بذلك٧.

ويظهر من حديث جرى بين يدي "النعمان" أن من العرب من كان يذم الصياد، ويفضل صاحب الإبل عليه. فقد روي أن "معاوية بن شكل" ذمَّ


١ تاج العروس "٧/ ١٤٤"، "سمك".
٢ تاج العروس "١/ ٥٢٩".
٣ تاج العروس "٤/ ٣٣٧"، "قرش".
٤ ابن سعد، طبقات "١/ ٢٧٧".
٥ تاج العروس "٧/ ١٦١"، "عرك".
٦ الاشتقاق "١٩١".
٧ تاج العروس "٦/ ٣٩٨"، "شق".

<<  <  ج: ص:  >  >>