للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي يثقبه وينفذ فيه، والخارم الذي خرم طرف الشن أي يقطعه، والمزدلف الذي يسقط بقرب الغرض ثم يشتن فيصيب الهدف١.

وفي السباق: المناضلة، وهي المباراة في الرمي: والنضيل هو الذي يرامي ويسابق. والمناضلة المفاخرة والتسابق الأشعار٢. وتكون المباراة في الرمي بثلاثة أنواع: مبادرة، ومحاطة، ومناضلة. فالمبادرة أن يشترطا إصابة عشرة من عشرين، فيبتدر أحدهما إلى العشرة فينضل صاحبه، والمحاطة أن يقولا نرمي عشرين رشقًا على أن من فضل صاحبه بخمس إصابات فقد نضله، فإذا اشترطا ذلك، ورمى كل واحد مهما عشرين رشقًا وأصابا إصابات نظر إن استويا في الإصابة لم يحصل النصل، وأن تفاوتا في الإصابة حط الأقل أو الأكثر، فإن بقي لصاحب الأكثر الخمس المشروطة فقد نضل صاحبه، وإن بقي له أقل من الخمس المشروطة لم يحصل النضل. والناضلة أن يشترطا عشرة من عشرين على أن يستوفيا جميعًا، فيرميان معًا جميع ذلك، فإن أصاب كل واحد منهما عشرة أوفوقها أو دونها لم يحصل النضل، وإن أصاب واحد منهما دون العشرة والآخر عشرة فما فوقها، فقد نضل صاحبه٣.

وللعرب عناية خاصة بالخيل، وما زالوا يعتنون بها إلى اليوم، حتى لقد حفظوا أنسابها حفظهم لأنساب الناس، وألفوا الكتب فيها. ونجد في كتب الأدب واللغة أسماء خيل اشتهرت في الجاهلية. وذكر "ابن النديم" في كتابه "الفهرست" أسماء كتب ألفت في الخيل، ذهب أكثرها، وبقي بعض منها. ونجد في "تاج العروس" أسماء خيل اشتهر أمرها في الجاهلية ذكرت في مواضع متناثرة من أجزاء الكتاب٤. وذكر معها أسماء أصحابها، كما أشار إلى مؤلفات رجع إليها في هذا الموضوع مثل كتاب الخيل لابن الكلبي٥، وقد طبع،


١ بلوغ الأرب "٣/ ٢٥٤".
٢ تاج العروس "٨/ ١٣٨"، "نضل".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ٣٥٥".
٤ تاج العروس "٩/ ٦٠"، "لطم".
٥ وقد طبع ببولاق بمصر، "أنساب الخيل"، "ليدن".

<<  <  ج: ص:  >  >>