للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأجناس وفي مميزاته وسماته الظاهرة والباطنة، يقتضي تقصّي ملامح الجنس في الحاضر والماضي، وذلك بدراسة ملامح الباقين وبفحص أجسامهم وخصائصهم بطرق علمية حديثة، وبدراسة عظام الماضين وما تخلّف من أجسامهم في باطن الأرض بالأساليب العلمية الحديثة أيضًا، ليكون بحثنا شاملًا للماضي والحاضر، ومثل هذه البحوث لم تجرِ حتى الآن لا على العرب، ولا على غير العرب من هذه الشعوب التي نسميها "الشعوب السامية".

ثم إن البحوث العلمية على قلتها وضآلتها تدل على وجود فروق بارزة بين الساميين في الملامح الجسمية، في مثل شكل الجمجمة والأنف. ووجود مثل هذه الفروق، لا يمكن أن يكون علاقة على وجود "جنس" بالمعنى العلمي المفهوم من "الجنس" يضم شمل الساميين. وعلى وجود عقلية خاصة بالساميين ذات حدود ورسوم تختلف عن عقليات الأجناس البشرية الأخرى.

والصفة العامة التي يراها علماء الساميات في الساميين، أن الساميين يحبون الحركة والتنقل والهجرة من مكان إلى مكان على طريقة الأعراب، وأنهم ميّالون إلى الغزو والأخذ بالثأر، وعاطفيون تتحكم العواطف في حياتهم، ويغضبون لتافه الأمور ويرضون بسرعة، يحبون فيسرفون في حبّهم، ويظهرون الوَجْد فيه، ويبغضون فيبالغون في بغضهم حتى ليصلوا إلى حدّ القساوة والعنف لأسباب تافهة لا تستوجب كراهيةً ولا بغضًا، فرديون في طِبَاعهم، تتغلب عليهم الفردية، لذلك تراهم في الأصل قبائل، إذا اتحدت وكوّنت حكومة قوية كبيرة، لا تلبث أن تتعرض للانفصال والتفتت، الحياة عندهم على وتيرة واحد. موسيقاهم وشعورهم العام بما في ذلك الشعر والغناء وكل وسائل التعبير عنه، حزن ونغم معدود مكرر١. قضاؤهم قضاء قبلي، يقوم على القصاص بالمثل، على أساس السن بالسن والعين بالعين والقتل بالقتل، ونظام الحكم عندهم نظام، أُسُسُه الفكرة القبلية، وديانتهم متشابهة، تتجلى عندهم الغريزة الدينية واتّقاد المَخِيلَة وقوة الشعور الفردي والقسوة٢. وتتغلب عليهم السطحية في التكفير، فلا يميلون إلى التعمق في درس الأشياء للوصل إلى كنهها وجوهرها، كما فعل اليونان.


١ Hastings, Extra Volume, P., ٨٥.
٢ Hastings, A Dictionary of the Bible dealing with its Language Literature and Contents,' Including the Biblical Theology, Extra Volume, ١٩٠٤, P., ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>