للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلود البقر١. ويذكر بعض أهل الأخبار أن أول من حذا النعال هو جذيمة الأبرش بن مالك٢.

وقد ضرب العرب المثل بموضع تجميع الأنعلة في الذلة والهوان. فقيل: هو في صف النعال، لا في صف الرجال٣. دلالة على أن الرجل من الطبقة الذليلة.

والخفاف، جمع الخف، هي في منزلة النعل عند العرب. لبسوها في أرجلهم، وشاع استعمالها بين أهل المدر في الحجاز وفي الأمكنة الأخرى. وذكرت في كتب الفقه، في باب الوضوء والصلاة، حيث جوز الفقهاء المسح على الخفين.

وورد النهي باستعمال الخفين للمحرم إلا عند عدم النعلين٤، وذلك يدل على استعمال أهل الحجاز للخفاف قبيل الإسلام.

ومن الخفاف، نوع يقال له: "الموزج"، ويذكر بعض علماء اللغة أن اللفظة من الألفاظ المعربة عن الفارسية، وأن أصلها "موزه"٥. وهناك نوع آخر يسمى "الموق" ويجمع على "أمواق"، وقد عرف بأنه خف غليظ يلبس فوق الخف. ويظهر من بيت للشاعر المخضرم النمر بن تولب، إن العباديين كانوا يلبسون الأمواق إذ وصف مشية النعاج بمشي العباديين في الأمواق٦.

وورد في الأخبار: أن العرب تلهج بذكر النعال، والفرس تلهج بذكر الخفاف٧.

وورد أن النساء كن يلبسن الخفاف، وقد ورد أن أصحاب رسول الله كانوا ينهون نساءهم عن لبس الخفاف الحمر والصفر. ويقولون: هو من زينة آل فرعون٨. ويعني هذا أن نساء الجاهلية كن يلبسن الخفاف الملونة، فوجد المسلمون أن في ذلك تقليدًا للأعاجم فأمروهن بنبذ الملون منها.


١ بلوغ الأرب "٣/ ٤١٥".
٢ المعارف "ص٢٤١".
٣ الثعالبي، ثمار "٦٠٧".
٤ شمس العلوم، الجزء الأول، القسم الأول "ص١٤٩".
٥ الجواليقي "ص٣١١".
٦
فترى النعاج به تمشي خلفه ... مشى العبادين في الأمواق
الجواليقي "ص٣١١"، جمهرة ابن دريد "٣/ ١٦٦".
٧ البيان "٣/ ١٠٦".
٨ بلوغ الأرب "٣/ ٤١٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>