للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد المطلب لتطييه١، "وكل ما يطيب به الميت من ذريرة أو مسك أو عنبر أو كافور من قصب هندي أو صندل مدقوق، فهو كله حنوط"٢.

وقيل: إن منشمًا، هي ابنة "الوجيه" العطارة بمكة من حمير، وقيل: من همدان، وقيل: من خزاعة، وقيل: من جرهم. وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال وتطيبوا بطيبها كثرت القتلى فيما بينهم. وذكر أنهم كانوا إذا قصدوا الحرب غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه بأن يستميتوا في الحرب ولا يولوا أو يقتلوا. وقال "الكلبي": "جرهمية. وكانت جرهم إذا خرجت لقتال خزاعة خرجت معهم فطيبتهم فلا يتطيب بطيبها أحد إلا قاتل حتى يقتل أو يجرح.

وقيل: امرأة كانت صنعت طيبًا تطيب به زوجها، ثم أنها صادقت رجلًا وطيبتها بطيبها، فلقيه زوجها فشم ريح طيبها عليه فقتله. فاقتتل الحيّان من أجله.

قال الكلبي: "ومن قال منشم بفتح الشين فهي امرأة كانت تنتجع العرب تبيعهم عطرها فأغار عليها قوم من العرب فأخذوا عطرها، فبلغ ذلك قومها فاستأصلوا كل من شموا عليه ريح عطرها. وقد ضرب بها المثل في الشر، فقالوا: أشأم من عطر منشم"٣.

وورد أن "المنشم" عطر شاق الدق أو شيء يكون في قرون السنبل، يسميه العطارون "روقا". وهو سم سوعة. وقيل: ثمرة سوداء منتنة الريح، أو حب البلسان٤.

ويجعل الحنوط في مرافق الميت وفي بطنه وفي مربع رجليه ومآبضه ورفغيه وعينيه وأنفه وأذنيه. يجعل يابسًا.

ونظرًا لوجود لفظة "حنط" في العربية في المعنى الذي نفهمه من التحنيط، أي: حفظ الجسد، ولاستعمال الجاهليين "الحنوط" في تجهيز موتاهم، وهي مواد عطره٥ ذات رائحة طيبة ولورود اللفظة في العبرانية وفي السريانية "حونطو"، نرى أن نوعًا من التحنيط كان معروفًا عند الساميين٥. وإن لم يكن بالشكل الذي


١ اليعقوبي "٢/ ١٠"، "النجف".
٢ اللسان "٧/ ٢٧٩"، "صادر".
٣ تاج العروس "٩/ ٧٦"، "نشم".
٤ تاج العروس "٩/ ٧٦"، "نشم".
٥ غرائب اللغة "ص١٧٩".
J. W. gibbs, A Hebrew and English Lexicon, London, ١٨٢٧, P. ٢٠١, Smith, A Dictionary of Bible, vol, I, p. ٥٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>