للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قبيلة ما تعاون مع سكان منطقة ما لاستغلال أرض وللاستفادة من غلاتها.

فيذكر عندئذ رقم الجزء الذي نزل في هذا المكان. ولا يعني هذا بالضرورة ثلث أبناء القبيلة أو ربعها أو نصفها أو خمسها على الوجه المفهوم من القبيلة عندنا.

بل يعني ذلك توزيع الأعمال والشغل على المجتمعين الذين تجاوزوا ورضوا بالعمل معًا حسب الأجزاء المذكورة، التي تمثل نسب اشتراك المشتركين في العمل.

وفي العربيات الجنوبية مصطلح، له صلة بمعنى "المواطنة" والمواطنين بالمعنى الحديث. وهو مصطلح: "خمس" ويجمع على "اخمس" "أخمس"، ويراد به مواطنو مملكة أو إمارة. فهو بمعنى المواطنة أو الرعاية في الاصطلاح الحديث.

فكل من يعيش في حكومة ما في أي مكان كان، من قرية أو مدينة، فهو "خمس"، أي: مواطن ومن رعايا تلك الحكومة، كما نرى في هذه الفقرة في نص "معيني": "ركل الالت معنم ويثل وكل الالت ذا خمسم واشعبم"، ومعناها: "وكل آلهة معين ويثل وكل آلهة المواطنين والقبائل". ويراد بـ"اشعبم" هنا القبائل، أي: الأعراب. وأما "أخمس"، فيظهر أن المراد بها الرعايا الحضر المستقرون. وورد في نص سبئي: "خمسيهو وحميرم"، أي: "مواطنو سبأ وحمير".

وترد لفظة "جوم" "كوم" في النصوص السبئية القديمة بوجه خاص، مثل هذه الجملة "هوصت كل جوم"١. ويرى بعض الباحثين أن "هوصت" بمعنى "ملة". و"الملة"، في الإسلام، يراد بها نظام ديني واقتصادي واجتماعي، ارتبط أفراده بمجتمع واحد، برابط الأمور المذكورة٢. أما لفظة "جوم" "كوم"، فترادف لفظة "قوم" في عربيتنا. وقد يكون القوم عددًا صغيرًا، وقد يكون كبيرًا ويرتبط القوم برباط متين يربط أفراده، هو الإله الذي ينتمي القوم إليه. فورد "جوم عثتر" و"كوم ود"، أي: "قوم عثتر" "وقوم ودّ". فالقوم إذن جماعة وإخوان في دين، تؤمن بإله يجمع شمل المؤمنين به، ويربط بينهم برباط العقيدة والإيمان به، لا برباط النسب وصلة الرحم والدم.

هذا، ويذكر علماء اللغة أن "الملة"، الشريعة والدين، كملة الإسلام


١ يراجع النص: Glaser ٤٨٤
٢ Rhodokanakis, Stud. II, S. ٨. WZKM, ٢٨, ١١٠, Note: ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>