لقب بعض سادات القبائل أنفسهم بلقب "ملك"، ولم يكونوا ملوكًا، بل كانوا سادات قبائل و"أمراء".
ومما يؤيد أن حكام الحيرة وغسان، لم يكونوا "ملوكًا" في نظر الدول الأجنبية بل عمالًا، ما نجده من إطلاق أهل الأخبار عليهم لقب "عامل" ولقب "ملك" أيضًا. فكانوا إذا تحدثوا عن صلاتهم بالفرس، أو نقلوا من موارد فارسية قالوا لهم:"عمالًا"، وقالوا عنهم جملًا مثل: كان يلي ذلك من قبل ملوك الفرس من آل نصر ... وقدر ولاية كل من ولي منهم١. وأمثال ذلك من جمل تشعر أنهم كانوا عمالًا وولاة. أما إذا تحدثوا عنهم من ناحية حكمهم للحيرة وللعرب وعن صلاتهم بالشعراء وبمدد حكمهم لقبوهم بـ"ملك" وقالوا: "وقد ملك"، وسبب ذلك أنهم أخذوا أخبارهم من منبعين: منبع أجنبي يوناني وفارسي، وهو منبع وثائقه مدونة ومورده من الموارد الرسمية التي تنعتهم بـ"عمال". ومنبع عربي يلقبهم بـ"ملوك"، استند على العرف العربي، أي: على ما كان يخاطب به العرب أولئك الملوك، فوقع من ثم هذا الالتباس.
١ الطبري "٢/ ٨٩، ٢١٣ ومواضع أخرى"، "في سياقة تواريخ اللخميين من ملوك عرب العراق"، "في سياقة تواريخ غسان ملوك عرب الشام"، "كان آل جفنة عمال القياصرة على عرب الشام، كما كان آل نصر عمال الأكاسرة على عرب العراق" حمزة "٦٣ وما بعدها، ٧٦".