للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكنى به عن العزّ والسلطان والمملكة. ولذلك يقال: "عرش فلان" و"عرش المملكة" و"ثل عرشه"، و"أصحاب العروش" أي الملوك١.

وذكر أهل الأخبار أن "السرير": الوِثاب. وقيل: السرير الذي لا يبرح الملك عليه، واسم الملك "مُوثبان". والموثبان بلغة حمير: الملك الذي يقعد، ويلزم السرير. والوثاب المقاعد. قال أمية بن أبي الصلت:

بِإِذنِ اللَهِ فَاِشتَدَت قِواهُم ... عَلى مَلكَينِ وَهيَ لَهُم وِثابُ٢

وقد كان الملوك يلبسون قلائد عرفت بـ"قلائد الملك" تكون من الذهب والأحجار الكريمة. وربما كان "السمط" قلادة تنظم من اللؤلؤ والأحجار الكريمة، يتقلدها الملك للزينة ولتكون شعارًا للملك.

وذكر علماء اللغة أن كل ما يضعه الملوك والرؤساء على رءوسهم من تاج أو عمامة أو قلنسوة أو غيره، فهو "عمارة" و"العمارة"، رقعة مزينة تخاط في المظلة علامة الرياسة، وهي "التحية" أيضًا٣.

ومن عادة الملوك استخدامهم الحراس يمشون معهم إذا ركبوا، دلالة على الملك، ولحراستهم يمشون معهم، وقد تقلدوا سلاحهم ولبسوا ألبسة خاصة تشعر أنهم من حرس السلطان. ويذكر أهل الأخبار أن أول من مشت الرجال معه، وهو راكب، "الأشعث بن قيس الكندي". كانت "بنو عمرو بن معاوية" ملكوه عليهم وتوجوه٤. وكان من عادة الأشراف والسادات حتى في الإسلام، أن تسير مع ركابهم حاشية يتناسب عدد أفرادها مع منزلة الشريف ومكانته وغناه. فكان "كريب بن أبرهة" سيد حمير في زمانه، إذا سار بالشام خرج وتحت ركابه خمسمائة نفر من حمير يسعون٥.


١ المفردات "٣٣٢".
٢ اللسان "١/ ٧٩٢"، "وثب".
٣ تاج العروس "٣/ ٤٢٢"، "عمر".
٤ صبح الأعشى "١/ ٤١٦".
٥ الإصابة "٣/ ٢٩٦"، رقم"٧٤٩٠"، "كريب بن أبرهة بن الصباح".

<<  <  ج: ص:  >  >>