للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت السفارة والمنافرة في "بني عدي" عند ظهور الإسلام. وكان الذي يتولاها إذ ذاك "عمر بن الخطاب"١.

وذكر أهل الأخبار أن "بني سهم" "الحارث بن قيس"، وكانت إليه الحكومة والأموال المحجرة التي سموها لآلهتهم٢، والتي كانوا يخصصونها من مغانمهم في السلم وفي الحرب.

ومن أعمالهم "الأيسار"، وهي "الأزلام"، وقد ذكر أهل الأخبار أنها كانت في "بني جمح"، ويتولاها منهم "صفوان بن أمية". فكان لا يُسبق بأمر عام حتى يكون هو الذي تسييره على يديه٣.

ومن الأعمال الأخرى التي ذكرها أهل الأخبار "العمارة". وكان الذي يتولاها عند ظهور الإسلام "العباس". وكان ينهى الناس من أن يتكلم أحدهم في المسجد الحرام بهجر ولا رفث ولا أن يرفع صوته٤.

وأشار أهل الأخبار إلى ما يسمى بـ"حُلْوان النفر" وقالوا: إن العرب لم تكن تملك عليها في الجاهلية أحدًا، فإن كانت حرب أقرعوا بين أهل الرياسة، فمن خرجت عليه القرعة أحضروه صغيرًا كان أو كبيرًا. فلما كان يوم الفجار، أقرعوا بين بني هاشم، فخرج منهم العباس، وهو صغير، فأجلسوه على المجن٥.

وقد كانت سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام وحلوان النفر في بني هاشم٦.

واهتم أهل مكة بأمر الحروب والدفاع عن مدينتهم. ويقتضي ذلك وجود أناس لهم خبرة وتجربة في الحرب، ولهم رأي في أحوالها وأصولها وحيلها وخدعها. فالحرب خدعة، ولا بد للقائد من اللجوء إلى الخدع والحيل الحربية للتغلب على خصمه. ونظرًا لضرورة التهيؤ للحرب في أيام السلم، أوجد أهل مكة بعض الأعمال وعهدوا إلى أصحابها القيام بها. منها القبة والأعنة وخزن الأسلحة وحمل اللواء والقيادة.


١ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".
٢ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".
٣ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".
٤ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".
٥ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".
٦ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>